"لفترة طويلة، أنكرت إثيوبيا أن مياه النيل سيتم حجزها، والآن يعلن رئيس الوزراء "حدث تاريخي" ويثير غضبًا كبيرًا في مصر".. كلمات استهل به تقرير صحيفة زوددويتشه الألمانية حول مفاوضات إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة.
ورأت الصحيفة أن إثيوبيا وضعت مصر أمام الأمر الواقع بإتمام المرحلة الأولى من ملء خزان السد.
واستطردت الصحيفة: " في بعض الأحيان، قالت الحكومة الإثيوبية إنها لا تعرف شيئًا عن ملء الخزان، وفي أحيان أخرى زعمت أنه تم تعبئته دون تدخلها نتيجة الأمطار الهائلة،".
وفي بداية الأسبوع، اجتمعت مرة أخرى مصر والسودان وإثيوبيا بوساطة جنوب إفريقيا لإجراء مفاوضات بالفيديو لتوضيح كمية المياه التي يتعين على أديس أبابا تمريرها لدول المصب عبر السد طوال العام، وخاصة في فترات الجفاف الطويلة.
وأضافت الصحيفة: " لاحظ السودانيون في الأسبوعين الماضيين تدفق كمية أقل من المياه في النيل الأزرق، وأظهرت صور الأقمار الصناعية بحيرة متنامية خلف السد، لكن إثيوبيا نفت ذلك".
وتابعت: " يوم الأربعاء الماضي، فاجأ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد دول النيل الأخرى بالإعلان الرسمي عن إتمام المرحلة الأولى من ملء السد، ووصف ذلك بالإنجاز التاريخي".
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: "تم الوصول إلى حجم التعبئة المخطط له للعام بأكمله في غضون أسابيع قليلة، وهو 4.9 مليار متر مكعب، وسيبدأ اختبار أول توربينين لتوليد الكهرباء قريبًا".
وأضاف: "لقد أكملنا بنجاح ملء السد دون إيذاء الآخرين".
وفي القاهرة، أثارت تصريحات أبي أحمد غضبًا كبيرًا، وفق التقرير.
وأوضحت الصحيفة أن إثيوبيا وضعت مصر أمام الأمر الواقع، ولذلك تريد القاهرة مواصلة المفاوضات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقبل كل شيء إبرام اتفاق حول تشغيل السد.
ومضت الصحيفة تقول: "مع ذلك، تتعنت إثيوبيا تجاه الطلب الأساسي لمصر وهو عدم المساس بحصتها من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب في السنة، والمتفق عليها بشكل ثنائي مع السودان في عام 1959".
رابط النص الأصلي