نقل راديو صوت أمريكا عن ميريت مبروك، مديرة برنامج الشأن المصري في معهد الشرق الأوسط، قولها إن الأخبار بشأن ملء إثيوبيا سد النهضة من شأنها تصعيد التوترات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم.
وتعتقد مبروك أن الإقدام على عمل عسكري في أزمة سد النهضة هو "الخيار Z" أو الخيار الأخير في قائمة طويلة من التحركات الإستراتجية لكنه يظل احتمالا وارد الحدوث من وجهة نظرها.
واستطردت الباحثة: "لا أحد يريد هذا النوع من الصراع لكني أعتقد أنه قد يكون خيارا أخيرا إذا تملك الغضب مصر والسودان. أو على الأقل فهو أمر محتمل حدوثه بالنسبة للدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا مع الأخذ في الاعتبار إدراكها الكامل بأن العمل العسكري لن يصب في مصلحة أحد حقًا".
وجاء التقرير بعنوان "إثيوبيا تؤجج توترا إقليميا من خلال المرحلة التالية من السد العملاق على النيل الأزرق".
وبعد اعتراف إثيوبيا هذا الأسبوع بالبدء في ملء خزان سد النهضة، تحدث العديد من الخبراء عن خشيتهم من تملك دولتي الجوار، مصر والسودان، مشاعر مفادها أنهما استنفدتا كافة الخيارات المتاحة للرد على مشروع الطاقة الذي قد يشكل خطورة على حصتيهما من المياه العذبة.
وفي منتصف يوليو، أفادت تقارير بأن إثيوبيا بدأت في ملء الخزان الذي تبلغ سعته 70 مليار متر مكعب على امتداد النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل.
وعضد ذلك صور بالقمر الصناعي التقطتها شركة أمريكية تظهر وجود مياه خلف السد فسرتها إثيوبيا في البداية بأنها ناجمة عن تدفق الأمطار.
الأربعاء، قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إن سد النهضة حقق هدف العام الأول من تخزين المياه.
وأعلنت أديس أبابا أن ملء الخزان سوف يستغرق 7 أعوام بحيث يستهدف العام الأول ملء 4.9 مليار متر مكعب وفقا لتصريحات سيليشي بقلي وزير المياه والطاقة.
وواصل المسؤول الإثيوبي : "لا يوجد خيار آخر. إثيوبيا تمارس حقها الطبيعي ولم تطلب من مصر أي مياه بل نعتمد على مياه إثيوبيا التي تجري في منطقة سيادتنا".
لكن القاهرة قالت إن مياه النيل بالنسبة لها قضية وجودية لكنها تفضل الحل الدبلوماسي.
واستطرد بقلي: "ولذلك، فإن إيجاد حل سلمي بالنسبة لجميع الأطراف يتطلب الاعتراف بالأهداف التنموية. من الواضح أن المضي قدما إلى الأمام ليس مستداما إذا حصل طرف على كامل الفوائد بينما لم يستفد الآخر من شيء".
.
وفي سياق مشابه، قال رجل الأعمال نجيب ساويرس في مقابلة مع مجلة "ذي أفريكا ريبورت" نشرتها مؤخرا "تعتمد مصر بنسبة 100% على مياه النيل من أجل الحصول على المياه، ولذلك عندما يأتي شخص ما ويغلق عليك الصنبور فجأةً، سيؤدي ذلك إلى بوار الأراضي الزراعية وموت الكثيرين. هل نجلس في موقف المتفرجين إذن ونتركهم يموتون أم ندافع عنهم؟"
وشدَّد ساويرس على أنَّ إثيوبيا هي الطرف الذي يستحق اللوم إذا بدأت مصر حربًا بسبب سد النهضة؛ لأنها هي التي "أغلقت الصنبور" وتجاهلت تاريخًا يمتد منذ الفراعنة".
وزاد قائلًا: "بصفتي مصريًا سأصوت لصالح الحرب إذا أغلقوا علينا الجدران".
رابط النص الأصلي