تتابع مصر بدقة شديدة خلال الفترة الماضية إيراد نهر النيل، وذلك بعد إعلان الحكومة الإثيوبية الانتهاء من ملء المرحلة الأولى لسد الهضة، كشف السودان عن انحسار المياه في نهري النيل الأزرق والأبيض في السودان وتأثيرها على ضخ مياه الشرب.
وواصل إثيوبيا استفزازها للمصريين، حيث أعلن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي مكونن، أن اتمام المرحلة الأولى من عملية ملء سد النهضة يمثل "إنجازا تاريخيا" يدل على نهاية عهد استخدام نهر النيل بشكل "غير عادل" لفترة طويلة، وأوضح أن اليوم الذي تم فيه وضع حجر الأساس للسد "بشر بالفصول التاريخية لعملية السد".
ووفقا لتصريحات وزير الرى الإثيوبي سيلشي بيكيلي، تعتزم أديس أبابا توليد الطاقة الكهرومائية في سد النهضة اعتبارا من فبراير وأبريل العام القادم، مؤكدا وجود خطة لتثبيت 11 توربينة للسد "جنبا إلى جنب مع هذا"، مبديا قناعته بأن سد النهضة "سيخلق بالتأكيد الإلهام لاستغلال الإمكانات الوافرة للبلاد بشكل صحيح".
وفى اليوم الأحد الماضى أعلن السودان، عن خروج عدد من محطات ضخ مياه الشرب، بسبب انحسار المياه في أنهره الرئيسية الثلاثة، وهي نهر النيل الذي يبدأ من منطقة المقرن في وسط الخرطوم، ونهري النيل الأزرق والأبيض اللذان ينتهيان عند ذات المنطقة ويكونان نهر النيل الذي يعبر الأراضي السودانية شمالا إلى مصر، ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
تزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن موسم الأمطار ساهم في انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق نهر النيل.
وبالأمس عقدت اللجنة الدائمة لإيراد النهر بوزارة الري، اجتماعها الدوري برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، لمتابعة الموقف المائي وموقف توفير الاحتياجات المائية لموسم أقصى الاحتياجات، وما تطلبه ذلك من تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه بحيث تفي بأغراض الاستخدامات المختلفة، والإجراءات المتخذة للتعامل مع الاحتياجات المائية والاستفادة من الموارد المائية المتاحة بالشكل الأمثل حاليًا ومستقبلًا، بما يمنع حدوث أي شكاوى من توفير المياه.
وقالت الوزارة، أمس السبت، إن اللجنة استعرضت موقف التنبؤ بموسم الفيضان، وأشارت البيانات إلى أن معدلات الأمطار بدأت في التزايد على منابع النيل.
وأضافت الوزارة، أنه تم مناقشة مناسيب محطات القياس الرئيسية على منابع النيل، ومناسيب وتصرفات السد العالي والتي تشير إلى أنها في الحدود الآمنة للوفاء بكافة الاحتياجات.
ولفت الوزارة، إلى مناقشة اللجنة كافة احتمالات الفيضان وآليات إدارته والخطط الموضوعة للتعامل معه، بما يُعظم الاستفادة من الموارد المائية بالشكل الأمثل.
ووجه عبدالعاطي بالمتابعة المستمرة لمناسيب أعالي النيل ومعدلات سقوط الأمطار، مع استمرار عقد اللجنة بصفة مستمرة لمتابعة معدلات الأمطار والمناسيب على منابع نهر النيل، وحالة السدود المختلفة على طول النهر.
فى السياق ذاته، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسسي، رفض الدولة المصرية أي عمل أو إجراء أحادي الجانب من شأنه المساس بحقوق مصر في مياه النيل.
جاء ذلك خلال اتصالاً هاتفياً من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا"، أمس السبت تناول متابعة تطورات ملف سد النهضة في إطار ما تم مناقشته خلال القمة الافريقية المصغرة الأخيرة، كما تم تبادل الرؤي بشأن آخر مستجدات القضية الليبية، وفقا لتصريح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى.
وخلال الاتصال جدد الرئيس التأكيد على الثوابت المصرية بشأن سد النهضة، خاصةً ما يتعلق ببلورة اتفاق قانوني مكتمل الجوانب بين الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض أي عمل أو إجراء احادي الجانب من شأنه المساس بحقوق مصر في مياه النيل.
من جانبه؛ أعرب الرئيس "رامافوزا" عن التطلع لاستمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن قضية سد النهضة وصولاً إلى اتفاق عادل ومتوازن لجميع الاطراف بشأن هذا الملف الحيوي.