تفرز لنا وسائل التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر مصطلحات شبابية جديدة يتداولها الكثيرون للتعبير عن مشاعر معينة.
ومن بين المصطلحات التي ذاع انتشارها في الفترة الأخيرة كلمة "هبد" التي تعني أن ما يتفوه به الشخص "الهبّاد" هراء لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة.
ولعل ذلك ينطبق تمامًا على الفيديو الذي انتشر مؤخرًا في الولايات المتحدة لمجموعة من الأطباء المزعومين يتفوهون بمعلومات مغلوطة عن فيروس كورونا المستجد مما أجبر القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإسراع بحذف الفيديو.
شبكة "سي إن إن بيزنس" سردت لنا اليوم الثلاثاء القصة الكاملة للفيديو وكيف ساهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نشره.
وأضافت أنَّ الفيديو المذكور نشره في البداية موقع "بريت بارت نيوز" اليميني ويظهر فيه مجموعة من الأشخاص يرتدون معاطف بيضاء ويطلقون على أنفسهم "جبهة أطباء أمريكا" ويعقدون مؤتمرًا صحفيًا أمام المحكمة العليا بواشنطن.
وشارك ترامب نسخات عديدة من الفيديو عبر حسابه على تويتر المكتظ بـ 84 مليون متابع.
وفعل ترامب ذلك بالرغم من الادعاءات المريبة التي ظهرت في الفيديو والتي تتناقض تمامًا مع أقوال خبراء الصحة العام بالإدارة الأمريكية.
وخلال الفيديو المذكور، تتحدث سيدة تعرف نفسها بالطبيبة وتردد مزاعم مشكوك في صحتها مثل عدم الحاجة إلى ارتداء كمامات وجه لمنع انتشار فيروس كورونا.
وزعمت الطبيبة المزعومة كذلك أن الدراسات الحديثة التي تظهر أن عقار الهيدروكسي كلوروكين ليس فعالًا في علاج فيروس كورونا إنما هي "علم مفبرك برعاية شركات دواء زائفة" على حد قولها.
وأردفت المرأة خلال الفيديو: "ثمة علاج لهذا الفيروس يتمثل في هيدروكسي كلوروكين والزنك ومضاد حيوي زيثروماكس. لا حاجة إلى ارتداء كمامات وجه لأن ذلك يشفي من كورونا".
ويتناقض ذلك مع دراسات عديدة أثبتت عدم فاعلية الدواء المناهض للملاريا في القضاء على "كوفيد-19"، وكذلك يتعارض مع نصائح مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة بضرورة ارتداء كمامة وجه لمنع انتشار الفيروس.
وحقق الفيديو 14 مليون مشاهدة قبل حذفه كما تمت مشاركته حوالي 600 ألف مرة وفقا لشركة تحليل البيانات "كراودتانجل" التابعة لفيسبوك.
ونقلت سي إن إن عن متحدث باسم فيسبوك قوله: "لقد حذنا هذا الفيديو لأنه يروج لمعلومات خاطئة عن فيروس كورونا".
واستطرد أن منصة فيسبوك أوضحت للمستخدمين التضليل الذي يحتويه الفيديو لا سيما وأن منظمة الصحة العالمة دحضت تلك الخرافات.
واتخذ موقع يوتيوب المملوك لشركة جوجل الأمريكية خطوات مشابهة بحذف الفيديو لمخالفته المعايير.
وكذلك أعلن موقع التغريدات المصغرة تويتر ملاحقته للفيديو لافتا أنه لن يمكن رؤيته على صفحة الرئيس الأمريكي.
.
رابط النص الأصلي