"عامان؟.. 300 ألف جنيه؟"..هكذا صرخت المتهمة مودة الأهم داخل المحكمة بعد سماعها قرار الحبس والغرامة الصادر ضدها ومتهمات أخريات على خلفية فيديوهات خادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن سمر شبانة، إحدى أعضاء الدفاع عن الأدهم قولها: "لقد صرخت بتلك الكلمات، لقد كان من الصعب عليها جدًا الاستماع لهذا الحكم".
وأضافت شبانة: "لقد أردن فقط جذب متابعين لحساباتهن ولسن عضوات في أي شبكة دعارة"، في إشارة إلى تدوينات تشجعن الفتيات على مشاركة فيديوهات والدردشة مع غرباء مقابل المال.
ونوهت أسوشيتد برس في تقريرها الذي نشرته اليوم الثلاثاء إلى أن المجتمع المصري محافظ بطبعه لكن بعض المنتقدين يرون أن هذه القضايا تمس حرية التعبير.
وشملت قائمة الاتهامات انتهاك أخلاقيات ومبادئ المجتمع المصري والحض على الفجور والترويج للإتجار بالبشر.
وذكرت النيابة اسمين فقط من المتهمات وهما حنين حسام، 20 عامًا، ومودة الأدهم، 22 عامًا، وأضاف أن الأخريات ساعدن على إدارة حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحقق الثنائي شهرة على "تيكتوك" لجمع ملايين المتابعين عبر فيديوهات يمارسن فيها الرقص وأشياء أخرى.
بيد أن شهرتهما على مواقع التواصل الاجتماعي كانت سببًا في تدميرهما.
واستطرد التقرير: "بالرغم من أن مصر تظل أكثر ليبرالية من دول الخليج، لكن الدولة ذات الأغلبية المسلمة سلكت اتجاها محافظا حاسما على مدار نصف القرن الماضي حيث واجهت راقصات وغيرهن انتقادات لانتهاك الأعراف".
وفي يونيو الماضي، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إنَّ قرار محكمة مصرية بسجن الراقصة سما المصري لمدة 3 سنوات وغرامة 300 ألف جنيه ، إنما يأتي في إطار حملة أوسع نطاقًا لضبط وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته المتعددة ومناهضة التحريض على الفجور.
وأُلقي القبض على المصري، البالغة من العمر 42 عامًا في أبريل الماضي، في سياق تحقيق شامل يتعلق بنشر صور وفيديوهات غير أخلاقية وتحمل إيحاءات جنسية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك".
وأنكرت سما المصري الاتهامات المنسوبة إليها بدعوى أنَّ المحتويات التي تحاكم من أجلها سُرقت من هاتفها وجرى مشاركتها بدون موافقتها.
وقالت المحكمة، إنَّ سما المصري انتهكت المبادئ والقواعد الأسرية واستخدمت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف ارتكاب أفعال لا أخلاقية.
ونوهت الإندنبدنت إلى تصريحات للنائب جون طلعت أدلى بها لوكالة رويترز قال فيها: "ثمة اختلاف ضخم بين الحرية والفجور".
واستطرد طلعت أنَّ سما المصري وغيرها من المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي يحدثن تأثيرًا مدمرًا على قيم وعادات العائلات المصرية ويمارسن أنشطة يحظرها القانون والدستور.
وبالمقابل، ترى المحامية الحقوقية انتصار السعيد رئيسة مركز القاهرة للتنمية والقانون أنَّ النساء هن الفئة الوحيدة المستهدفة من قانون مكافحة جرائم الإنترنت الذي جرى تمريره عام 2018.
ويمنح القانون السلطات المعنية السلطة الكاملة في مراقبة الإنترنت والاتصالات ويفرض عقوبات صارمة بالسجن والغرامة على المخالفين.
وفي عام 2018، وُجّهت انتقادات شديدة واتهامات إلى الممثلة رانيا يوسف بسبب فستانها غير اللائق الذي ارتدته في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018.
رابط النص الأصلي