تحذيرات من موجة ثانية لكورونا بدأت في أوروبا وآسيا

الهند الأكثر تأثرا بالفيروس في آسيا

 

حذر مسؤولون كبار في آسيا وأوروبا من رصد بدايات لموجة ثانية من تفشي فيروس كورونا ضربت العديد من بلدان القارتين، وهو ما بدد الآمال في مؤشرات التعافي من الفيروس، الذي ألحق أضرارا بالغة بمعظم الاقتصادات عبر العالم.

 

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، اليوم الخميس، إن السلطات البريطانية قلقة من حدوث موجة تفش ثانية لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، مشددا على أن الحكومة لن تتردد في التحرك لإعادة فرض المزيد من إجراءات الحجر الصحي ومن المحتمل أن يتم ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.

 

وفرضت بريطانيا من جديد الأسبوع الماضي فترة حجر صحي لمدة 14 يوما على العائدين من إسبانيا. وتسبب ذلك في إرباك خطط إعادة فتح قطاع السياحة الأوروبي في موسم الذروة الصيفي.

 

ولم يصل هانكوك إلى حد تسمية دول أوروبية أخرى قد ينتهي المطاف ببريطانيا بإعادة إدراجها على قائمة الحجر الصحي لكنه استشهد بفرنسا كمثال على الدول التي شهدت زيادة مؤخرا في عدد حالات الإصابة بكورونا.

 

وأضاف هانكوك في مقابلة مع سكاي نيوز "أنا قلق من موجة ثانية. أعتقد أن بمقدورنا أن نرصد موجة ثانية تبدأ في أنحاء أوروبا وعلينا أن نفعل كل ما نستطيع لمنعها من الوصول إلينا والتعامل معها".

 

وتابع قائلا "لدينا مخاوف كبيرة بشأن الموجة الثانية التي تظهر في أنحاء أوروبا... ولا يقتصر الأمر على إسبانيا... لكن هناك دولا أخرى أيضا تتزايد فيها أعداد الإصابة. ونحن مصممون جدا على فعل كل ما بوسعنا لنبقي هذه البلاد آمنة".

 

ولدى سؤاله عما إذا كان على البريطانيين توقع الإعلان عن مزيد من الإجراءات في الأيام القليلة المقبلة كان رد وزير الصحة بالإيجاب. وقال لمحطة (توك راديو) الإذاعية "عدد الحالات ارتفع بشكل حاد في بعض الدول في أوروبا... فرنسا لديها الآن حالات زيادة يومية أكثر منا وفي إسبانيا شهدنا الأعداد تقفز ولذلك اضطررنا لتنفيذ الإجراء السريع الذي طبقناه".

 

وقال هانكوك إن السلطات البريطانية تعمل على تقليص مدة الحجر الصحي للقادمين من إسبانيا لكن ليس هناك تغييرات وشيكة. وأضاف في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نبحث فكرة إجراء فحص للأشخاص الخاضعين للحجر الصحي وما إذا كان من الآمن وقتها إنهاء الحجر مبكرا.. لكننا لن نعلن أي شيء قريبا بشأن الأمر".

 

وأشار إلى أن الأعداد في بريطانيا توقفت عن التراجع ومستقرة في أفضل الأحوال وأن ذلك نتيجة لزيادة التواصل الاجتماعي مع تخفيف إجراءات العزل العام. وحث المواطنين على البقاء ملتزمين بإرشادات التباعد الاجتماعي.

 

وبالتوازي مع ذلك، بدد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في آسيا أي احتمال أن تكون المنطقة قد تجاوزت الأسوأ، إذ سجلت أستراليا والهند مستويات قياسية لحالات الإصابة اليومية اليوم الخميس بينما تشعر فيتنام بالقلق من ارتفاع الحالات في حين تدعو كوريا الشمالية للانتباه وتوخي الحذر.

 

وكانت الدول الآسيوية قد تباهت بدرجة كبيرة باحتوائها السريع لتفشي الجائحة في بادئ الأمر عندما ظهر الفيروس في وسط الصين في نهاية العام الماضي، لكن ارتفاع الحالات من جديد هذا الشهر أبرز مخاطر التهاون بسبب الرضا عما تحقق في احتواء الفيروس.

 

وقال رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون للصحفيين "يتعين توخي الحذر حتى لا يتسلل (إلينا) الاعتقاد بأن هناك مناعة ذهبية تتمتع بها أستراليا تجاه هذا الفيروس".

 

وسجلت أستراليا أعلى عدد وفيات يومية بحصيلة بلغت 13 حالة على الأقل وأكثر من 700 إصابة جديدة، أغلبها في فيكتوريا ثاني أكبر الولايات سكانا، حيث أمرت الحكومة السكان بوضع الكمامات الواقية. وسجلت البلاد 16298 إصابة مؤكدة منذ بدء التفشي و189 وفاة، أكثر من نصفها في فيكتوريا وعاصمتها ملبورن.

 

وتدرس السلطات اتخاذ إجراءات جديدة للحد من انتشار العدوى لكن فرض القيود على الحركة سيوجه صفعة للاقتصاد الذي دخل بالفعل أول حالة ركود له منذ 30 عاما.

 

من جانبها، سجلت الهند أكثر من 52 ألف حالة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة السابقة، وهو أعلى مستوى تشهده في يوم واحد، مما يرفع إجمالي الإصابات لديها إلى ما يقرب من 1.6 مليون.

 

ولدى الهند ثالث أكبر عدد من الإصابات على مستوى العالم، وبينما شهدت مدنها الرئيسية مثل نيودلهي ومومباي تراجعا في الإصابات، تزيد العدوى بشكل حاد في المناطق الريفية.

مقالات متعلقة