كورونا يحرم العراقيين بهجة كانوا ينتظرونها في عيد الأضحى

عراقي يضع كمامة لخروف العيد

ألقى تفشى فيروس كورونا في العراق، بظلاله القاتمة على عيد الأضحى المبارك، حيث حرم العراقيين من تقاليد كانوا يمارسونها، وحرمهم بهجة كانوا يتطلعون أليها في ظل واقع تحاصره الأزمات.

 

فمع تفشي فيروس أصاب أكثر من 115 ألفاً، وأودى بحياة 4700 شخص، لم يزر الأهالي الأحبة في قبورهم، أو اصطحاب أطفالهم إلى الملاهي، وركوب دولاب الهوا.

 

تفشي الوباء فاقم الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط، مصدر العائدات شبه الوحيد في العراق.

وقال أحمد عبد الحسين وهو موظف حكومي في البصرة في جنوب البلاد:" بسبب جائحة كورونا صارت الظروف الاقتصادية صعبة، حتى الموظفين، وأنا واحد منهم، تأخرت رواتبهم".

 

ويؤكد في عيد الأضحى الذي يُحتفى به وسط حظر تجول كامل مفروض في مجمل أراضي البلاد لمدة عشرة أيام، أنه يفكر بالأطفال الذين "سيظلمون" لأنهم لن يحصلوا على "عيدية" هذه السنة.

 

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤخراً لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية، فإن 73 % من العراقيين الذين شاركوا في الاستطلاع يؤكدون أنهم تناولوا كميات اقل من الطعام لتوفير المال، فيما يقول 61 % منهم إنهم بدأوا يستدينون لتلبية حاجاتهم.

 

وتسبب العزل أيضاً بمنع الوصول إلى المساجد والأماكن المقدسة في العراق، وللمرة الأولى منذ وقت طويل في بلد شهد الكثير من النزاعات، ألغت السلطات الدينية لدى الطائفة الشيعية صلاة العيد، وبقيت المواقع الدينية المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء خالية.

 

ويرى أحمد نجم أنه يصعب البقاء في المنازل خلال العيد، الذي يتّسم عادةً بزيارات عائلية، ويقول "هذا العام لا نخرج حتى أنه لا يمكننا إعطاء العيديات" للأطفال.

 

وبسبب عدم القدرة على زيارة العائلة الكبيرة، تبادل أغلب العراقيين التهاني بمناسبة العيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذا العام خصوصاً عبر تطبيق واتساب وموقع فيسبوك.

 

وانتشرت رسائل تهنئة بالعيد تضمّ صور أقنعة طبية مزينة بالأمنيات ومقاطع فيديو وصوراً أخرى لخراف تضع كمامات إذ إن الجميع يحاول خلق المرح رغم تكدر الأجواء.

 

وتناقل مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر خروفاً على شكل شخصية كرتونية يرقص ويغني قائلاً "اجا العيد ونعيد بكمامة... اجا العيد وكفوف لابس أني... اجا العيد ما حد يبوس التاني".

مقالات متعلقة