في كل عام تطالعنا نتائج الثانوية العامة على قصص كفاح لطلاب اجتازوا صعوبات وتحديات وصولًا إلى قمم النجاح والتفوق، وهذا العام ربما يختلف الأمر بعض الشيء في ظلّ جائحة فيروس كورونا المستجد، وكعادة كل عام أيضًا هناك من لم يحالفهم الحظّ، فيختار أحدهم أو بعضهم الانتحار بعد الرسوب أو تدني مجموعهم.
ومن بين قصص الكفاح التي تبرزها نتائج الثانوية العامة 2020، قصة أميرة أحمد، تلك الفتاة التي على رغم صغر سنها اغتالها سرطان الرئة مرتين، فكانت تحارب على جبهتين، الأولى في عدوها الأول السرطان، والثانية الثانوية العامة التي رسمت لها الأماني والأحلام.
محاربة السرطان
أميرة أحمد يحيى، هي إحدى محاربات مرض السرطان، استطاعت أن تتخطى مرحلة الثانوية العامة بنتيجة 99.1% شعبة علمي علوم، لتصبح قصتها دافعا ومحفزا للكثير ممن يخشون الصعوبات التي قد تعثر نجاحهم في الثانوية العامة.
الظروف المرضية التي كانت تعانيها أميرة كانت تجعلها تنسى ما حفظته من المذاكرة بعض الشيء، لذلك كانت تعكف على المذاكرة نحو 8 ساعات في اليوم، وكانت تذاكر بمفردها دون دروس خصوصية، بعدما طلب أحد المدرسين مبلغ ألف جنيه.
ورغم فقدانها الأمل في بعض الوقت إلا أنها كانت تكثف الدعاء للمولى عز وجل كلما أصابها الإحباط واليأس، لاسيما أن البعض كان يحاول أن يثبط من عزيمة أميرة، فيقول لها أنها سترسب أو على الأكثر تحصل على مجموع يلحقها بكلية الحقوق.
وتضيف أميرة "مش بقلل منها لكن مش بعد كل التعب دا هكسر حلمي"، فكان حلمها أن تلتحق بالطب البشري، وفقا لما روته في تصريحات صحفية، فقررت أن تتحدى كافة الظروف وتسعى لتحقيق حلمها.
ولم تجد أميرة للتخلص من أولئك الذين يحبطون من عزيمتها، سوى أن تخبر الجميع أنها ستؤجل امتحانات الثانوية العامة هذا العام، حتى لا يسألها أحد ماذا فعلتي في الامتحان أو يكرر على مسامعها كلمات الإحباط والفشل، ولما تفاجأ الجميع بنجاحها وتفوقها لم تسلم أيضا منهم، فوصفوها بـ"الخبث".
وكتبت أميرة عبر صفحتها على فيس بوك :"كان لازم ابعد نفسي عن موضوع عملتي اي ف الامتحانات وان قولت السنه هتروح عليا بس الحمدالله ربنا كبير واسفه عشان كنت بقول انا اجلت السنه بس كنت خايفه اجيب مجموع وحش والحمدالله ان نجحت".
وواصلت :"انتم عارفين ان كنت تعبانه في المستشفي محدش فكر يسال عليا غير يوم الامتحانات وقولت ان اجلت انا مغلطش ومش خبيثه بس انا تعبت من كلامكم".
انتحار طالبة
وعلى الجانب الآخر أقدمت طالبة في الصف الثالث الثانوي بمدينة سمنود بمحافظة الغربية، اليوم الثلاثاء، على الانتحار قفزًا في نهر النيل، بعد رسوبها في مادتين، دخلت على إثرهم في أزمة نفسية دفعتها للانتحار.
وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغا بانتحار فتاة "إسراء.م" من أعلى كوبري سمنود في نهر النيل، وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ وتبين أنها طالبة بالصف الثالث الثانوي، ومرت بأزمة نفسية بعد حصولها على مجموع متدنٍ في الثانوية العامة فتخلصت من حياتها.
وانتقلت قوات الإنقاذ النهرى إلى مكان الحادث، وتكثف المباحث من جهودها لمعرفة ملابسات الحادث واستخراج الجثمان، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
واعتمد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نسبة النجاح في الثانوية العامة اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أنها جاءت أعلى من العام السابق، موضحًا في مؤتمر صحفي لإعلان نتيجة الثانوية أن نسبة النجاح 81.5%، إذ بلغت نسبة نجاح البنين 80% و بالنسبة للبنات 82%.
أعلن وزير التربية الدكتور طارق شوقي، اسمائهم، لافتًا إلى أن العدد الكلي للأوائل هو 39 بينهم 30 من أبناء المدارس الحكومية، و3 من الرسمي لغات، وواحد من المدارس الخاصة و5 من الخاصة لغات.
وأشار إلى أن عدد الأوائل من الشعبة الرياضية هو 13 بينهم 11 بينين و2 بنات، أما أوائل العلمي علوم فعددهم 12 بينهم 7 بنين و5 بنات، والأدبي 14 منهم 3 بنين و11 بنات.