وُجِّهت أصابع الاتهام إلى الفساد والإهمال في الانفجار العنيف الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء، وخلّف دمارًا واسعًا وخسائر بشرية بالغة.
وتكشف تقارير رسمية أنّ 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، كانت مخزنة منذ أكثر من 6 سنوات في مستودع المرفأ الذي انفجر عصر الثلاثاء وحوَّل بيروت إلى مدينة منكوبة.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع قوله إنَّ التحقيقات الأولية بشأن الانفجار تشير إلى سنوات من التراخي والإهمال هي السبب في تخزين مادة شديدة الانفجار في المنشأة لسنوات طويلة.
وانتشرت على شبكات التواصل صورة، قال مغردون - بحسب شبكة "سكاي نيوز" - إنها تؤكد إهمال السلطات في التعامل مع هذه المادة الخطيرة، التي تسببت بالانفجار الذي أودى بحياة العشرات وإصابة الآلاف وتشريد مئات الآلاف.
وبيّنت الصور 3 عمال أمام أحد مخازن ميناء بيروت، ولا يعرف على وجه التحديد متى التقطت لكن يبدو أن ذلك حدث في وقت قريب، حيث يظهر أحدهم وقد أخفض "كمامة كورونا" عن وجهه قليلا.
وتبدو في الصورة أجولة كبيرة ملاصقة لباب المخزن الذي كان العمال إلى جانبه دون اتخاذ أي إجراءات للسلامة، ويقول متابعون إن هذه الأكياس تحوي مادة نترات الأمونيوم، التي أدت إلى كارثة الميناء.
وبحسب موقع"بيلنغ كات" المتخصص في تقصي صحة المعلومات، فإن الصورة صحيحة وتنتمي لنفس المكان الذي أشار إليه المغردون: مرفأ بيروت، وأوضح أنه بمراجعة تصميم النوافذ وفتحات السقف وعلامات الأبواب للمستودع في الصورة، تتطابق مع تلك الموجودة في المستودعات في مرفأ بيروت.
وكانت أكياس نترات الأمونيوم تحمل اسم "NITROPRILL"، وبحسب الموقع الاستقصائي، فإن هذا هو الاسم التجاري للمادة التي تنتجها شركة تدعى "أوريكا".
واحتل لبنان المرتبة رقم 138 في مؤشر الفساد العالمي، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية عام 2018، وهي مرتبة متدنية للغاية.
وكان الفساد وسوء الإدارة من الأسباب التي دفعت اللبنانيين إلى الخروج في احتجاجات غير مسبوقة في أكتوبر 2019، وأفضت إلى استقالة رئيس الحكومة حينها، سعد الحريري، لكن يبدو أن الأمور لم تتحسن مطلقا في ظل حكومة حسان دياب، بحسب "سكاي نيوز".
يعود تاريخ تخرين شحنة مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة الأسمدة والمتفجرات في مرفأ بيروت إلى أواخر عام 2013، حين رست سفينة "إم في روسوس" المملوكة لرجل أعمال روسي يدعى إيغور غريتشوشكين على سواحل لبنان، بسبب أعطال فنية.
وكانت السفينة أبحرت في العام ذاته من ميناء باتومي في جورجيا باتجاه موزمبيق، وهي ترفع علم مولدوفا، وعلى متنها 2750 طنًا من نترات الأمونيوم.