هل يصبح انفجار بيروت حافزا للتغيير السياسي في لبنان؟

آثار الدمار الذي خلفه انفجار بيروت

الانفجار والدمار الهائل الذي خلفته آلاف الأطنان من المواد الكيميائية المخزنة بطريقة غير آمنة في ميناء بيروت، هي تتويج لعقود من الفساد الذي قاد واحدا من أكثر بلاد الشرق الأوسط حيوية إلى الدمار.

 

هذا الدمار المذهل والخسائر التي بلغت مليارات الدولارات، سوف تفاقم الكوارث الإنسانية المتعددة في لبنان، وسط غضب الشعب، الذي يُدفع إلى مزيد من الفقر والبؤس بحادث يبدو أنه كان من الممكن تجنبه تماما.

 

ولكن يبقى أن نرى إذا ما كان هذا الانفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي سيعمل كمحفز طال انتظاره لإزاحة طبقة سياسية راسخة مسئولة عن سنوات من النهب وسوء الإدارة.

 

وفي تعليقه على هذا الافتراض الذي طرحته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في تحليل لها، قال فواز جرجس أستاذ السياسات الشرق أوسطية في كلية لندن للاقتصاد، إن مصالح السياسيين في لبنان متغلغلة بشكل عميق للغاية في النظام.

 

وأضاف:" ومع ذلك، فمن منطلق تاريخي، مثل هذه الكوارث والانقسامات الوطنية، تعمل كمحفز  للتغيير".

 

لكنه عاد ليقول :"أنا متشكك بشكل كبير بشأن النخبة الحاكمة والمسيطرة في لبنان، فهي تجري التغيير بنفسها، وهذا مضلل".

   

بدورها أشارت الوكالة إلى أن أنه في ظل الحزن الذي عم البلاد، يسود شعور جماعي أنه في هذه المرة يجب محاسبة قادتها على ارتكاب هذه الجريمة وتحويل العاصمة إلى مكان غير قابل للعيش.  

 

ويوم الخميس، أفسحت الصدمة الطريق للغضب، حيث أدرك سكان بيروت الحجم الكامل للكارثة واندلعت احتجاجات متفرقة.

 

ودمر الانفجار الذي خلف نحو 137 قتيلا و5 آلاف جريح منطقة رصيف الميناء، وخلف حفرة يقدر عرضها بنحو 140 مترا وقد امتلأت بمياه البحر.

 

وقد سويت بالأرض المستودعات التي اشتعلت فيها النيران أوليا والانفجارات لاحقا، كما تعرضت صوامع الحبوب المجاورة لها إلى أضرار كبيرة. كما تعرضت أحياء مجاورة للميناء للتدمير.

 

وتعبيرا عن غضبه من هذا الدمار، قال شخص مغروس في طبقة من الحطام الذي يغطي سيارة مهشمة في شارع مدمر:" علقوا هؤلاء في المشانق"، مشيرا إلى النخبة الحاكمة التي يحملها مسئولية الانفجار.

 

وقال توني صوايا الذي يترأس شركة وساطة في مجال التأمين:" ما تم تدميره في 15 عاما من الحرب (الأهلية)، أعيد تدميره في ثانية واحدة".

ورأى أنه:" لن يتغير شيء. سوف تتحول المسألة إلى تجارة كما هو معتاد"، مضيفا أن جميع السياسيين الفاسدين مدعومين بأتباعهم والمجتمع الدولي.

 

وعلق جرجس قائلا إن: السؤال الرئيسي هو إذا ما كان اللبنانيون سينهضون جميعا ويقولون :" كفاية يعني كفاية"، والتي تعني إجراء عملية انتخابية جديدة، وحكومة جديدة ونظام جديدة للحكم.

 

 ورأى جرجس أن الاحتجاجات الجماهيرية المتواصلة يجب أن تستمر، حتى لو استغرق الأمر سنوات لإخراج النخب وتغيير النظام.

 

وختم حديثه قائلا :"إنه خيار بين الموت أو التجديد من خلال النضال".

 

وظهرت مشاعر اللبنانيين المكبوتة، بحسب الوكالة، عندما وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان لإظهار الدعم، حيث زار مركز الانفجار وتجول في أكثر الأحياء تضررا.

 

و سرعان ما استقبله السكان الذين يشعون بالقلق والمفعمون بالعواطف ليطلبوا منه المساعدة في تحرير البلد من حكامه.

وفرنسا هي القوة الاستعمارية السابقة في لبنان ولكنها تحتفظ بعلاقات تاريخية جيدة مع بيروت.

 

واستغل ماكرون هذا الموقف ليقول إنه لم يأتي هنا لدعم القادة اللبنانيين وسيحرص على أن تذهب أي مساعدة من فرنسا إلى الشعب.

 

وأكد مجددا أنه لن يتم تقديم أي مساعدة مالية للحكومة للمساعدة في تخفيف الأزمة المالية المتفاقمة دون إصلاحات جوهرية.

النص الأصلي

مقالات متعلقة