قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مرفأ بيروت بالنسبة للكثيرين، نتيجة طبيعية لعقود من الفساد، والقيادة غير الكفؤة للدولة اللبنانية.
وأضافت أنّ الانفجار الذي جاء وسط أزمات متلاحقة يعيشها لبنان، من انقطاع الكهرباء المتواصل، وأزمة اقتصادية خانقة قضت على آلاف الوظائف، وأوقعت الناس في براثن الفقر.
الإحباط من الفساد الملحوظ لإدارة الحريري في صميم الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت العام الماضي ، وأسقطت حكومته، ويتوقع المحللون أن السخط قد يغلي مرة أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مها يحيى، مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط قولها: "ما رأيناه الثلاثاء هو النتائج الكارثية لنظام ينهار، قيادة سياسية لا تعرف حدودا، وفوضى تزدهر، غضب الناس في الشارع ملموس".
وتعود جذور الاضطراب السياسي في لبنان إلى نهاية حربه الأهلية التي استمرت 15 عامًا، وقرار تقاسم السلطة من خلال الحصص الطائفية.
ويقول النقاد إن هذا النظام أوجد طبقة سياسية راسخة من أمراء الحرب أو "الزعماء"، الذين يقسمون السلطة والنفوذ فيما بينهم على أسس طائفية، وتمتد هذه المشاركة في الكعكة إلى الخدمة المدنية، بما في ذلك مديرية الجمارك، حيث يتم تخصيص الوظائف بشكل غير رسمي للطوائف المختلفة.
بالنسبة للبنان الذي يعتمد على الاستيراد، فإن الميناء هو الشريان الرئيسي لكل شيء من الوقود إلى الطعام، وتهيمن جسورها على أفق بيروت، حيث يوفر آلاف الوظائف في الشركات من وكلاء الشحن إلى شركات التأمين.
وأذكى الغضب من عدم الكفاءة المؤسسية تقارير تفيد بأن مسؤولي الجمارك حاولوا لسنوات الحصول على حكم من قاضٍ في بيروت حول ما يجب فعله بشحنة نترات الأمونيوم، التي ضبطت أواخر العام 2013، ولكن دون جدوى.
وقال بدري ضاهر مدير الجمارك، لوسائل إعلام محلية، إن سلطات بيروت تلقت تحذيرًا ست مرات بشأن المواد شديدة الانفجار، وتمت مشاركة مجموعة من الرسائل المتعلقة بهذا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصفت مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط، الفشل في الحفاظ على نترات الأمونيوم أمنه بأنه "أمر مشين، ومن الذي يخزن الجحيم في منطقة ميناء بجوار الألعاب النارية؟، وكل من حكم على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية تم إبلاغه بذلك ولم يتخذ أي إجراء، السؤال هو لماذا لم يفعلوا ذلك؟".
يوجد ميناء صغير في طرابلس في الشمال على طول الساحل اللبناني، لكنه غير قادر على التعامل مع الواردات بنفس حجم مرفأ بيروت، وقال هاني بوهسلي رئيس نقابة المستوردين "نخشى أن تكون هناك مشكلة كبيرة في سلسلة التوريد ما لم يكن هناك إجماع دولي لإنقاذنا."
الرابط الأصلي