فيديو| احتجاجات يوم الحساب.. غاز ومشانق ومواجهات عنيفة في بيروت 

الشرطة اللبنانية تطلق الغاز المسيل للدموع على محتجين في بيروت

تحت شعار "يوم الحساب"، توافد آلاف المتظاهرين اليوم السبت، على وسط العاصمة اللبنانية بيروت؛ للمطالبة بمعاقبة المسؤولين عن التفجير الضخم في مرفأ بيروت الذي حوّل عاصمتهم إلى ساحة خراب،  فيما أطلقت قوات الأمن اللبنانية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم.

 

وتجمع نحو 7 آلاف شخص في ساحة الشهداء بوسط المدينة ورشق بعضهم الجنود بالحجارة، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع عندما حاول بعض المحتجين اختراق الحاجز الذي يسد الشارع المؤدي إلى البرلمان.

 

وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع، وأصيب شاب بالإغماء بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما وردد المحتجون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الشعار الذي ترددت أصداؤه في انتفاضات الربيع العربي عام 2011، كما رددوا هتاف "ثورة..ثورة"، ورفعوا لافتات تقول "ارحلوا .. كلكم قتلة".

وبحسب "رويترز" قام جنود يركبون سيارات عليها مدافع رشاشة بدورية في المنطقة وسط الاشتباكات، وصرخت امرأة "هل حقا.. الجيش هنا؟ هل أنتم هنا لتطلقوا علينا الرصاص؟ انضموا إلينا ويمكننا أن نواجه الحكومة معا".

 

واستمر توافد المتظاهرين تباعاً إلى وسط بيروت آتين من مناطق عدة وسط اجراءات أمنية مشددة. وانطلقت مسيرة حاشدة من شارع مار مخايل المتضرر بشدّة إلى وسط بيروت، رافعين لافتة كبيرة ضمّت أسماء قتلى الانفجار.  بحسب "فرانس برس".

 

 

مواجهات بين الأمن والمتظاهرين

 

وسُرعان ما سُجلت مواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين في طريق مؤد إلى مدخل البرلمان، وأطلق الشبان الحجارة على عناصر الأمن الذين ردوا بإطلاق القنابل المسيّلة للدموع في محاولة لتفريقهم.

 

وهتف المحتجون "بالروح بالدم نفديك يا بيروت".." ثورة ثورة" عندما توافدوا على ساحة الشهداء في وسط بيروت، فيما توجه العشرات منهم إلى المجلس النيابي وقاموا برمي الحجارة والأخشاب ومخلفات الانفجارعلى القوى الأمنية الموجودة لحماية المجلس.

وحاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس من قبل القوى الأمنية لإحداث ثغرة للدخول إلى المجلس.

 

ودعت قيادة الجيش المحتجين إلى وجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة.

مشنقة رمزية

وعلى تمثال الشهداء في الساحة، علّق ناشطون مشنقة رمزية تعبيراً عن إصرارهم على الاقتصاص من المسؤولين عن الانفجار. وتقول الناشطة حياة ناصر، التي تنشط في مبادرات عدة لمساعدة المتضررين: "اليوم تنطلق التظاهرة الأولى بعد الانفجار الذي كاد أن يقتل أي أحد منا"، مضيفة: "تظاهرة اليوم هي آخر صرخة لإيقاظ الناس".

آخر حصيلة لضحايا المرفأ

 

وتأتي هذه المظاهرة بعد الانفجار الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، وأحدث دمارا هائلاً في المدينة، ما أسفر عن مقتل نحو 160 شخصا وإصابة أكثر من ستة آلاف جريح، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، التي أوضحت السبت أنّ "العدد المتبقي للمفقودين يبلغ 21 مفقوداً" بناء على المعطيات الأخيرة التي توفرت لديها.

 

 

 

ويسود غضب واسع بين اللبنانيين منذ مدة، إذ خرجوا إلى الشارع للتظاهر قبل أشهر احتجاجا على الأزمة الاقتصادية وطريقة التدبير الحكومية، وهي الأزمة التي ارتفعت درجتها مع انتشار جائحة كورونا. وجاء الانفجار ليزيد من الغضب الشعبي على الطبقة الحاكمة.  

وأدى الانفجار إلى تشريد ما يفوق على ربع مليون ساكن في بيروت. وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار، وهي فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 % من الناتج الاقتصادي.

 

 

 

ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.

 

ويزيد الانفجار من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

 

مقالات متعلقة