سد النهضة| تحديات تواجه مصر.. والعجز المائي سيصل لـ35 مليار متر

أزمة العجز المائي وسد النهضة

مع استمرار تصاعد أزمة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، لجأت الحكومة إلى عدة بدائل لتعويض العجز المائي بالتنسيق مع الجهات المعنية وعلى رأسهم وزارتا الزراعة والري، خاصة أن مياه نهر النيل تمثل 97% من مواد المياه في مصر.

 

تحديات تواجه مصر

كشف وكيل وزارة الموارد المائية والري، الدكتور رجب عبدالعظيم، أن مصر تواجه العديد من التحديات، مؤكدًا أن الدولة تحاول بكامل طاقتها سد فجوة المواد المائية فالاحتياجات المطلوبة تصل لـ80 مليار متر مكعب والاحتياجات المتاحة التي تصل إلى 60 مليار متر مكعب لاحتياجات مياه الشرب والصناعة وفواقد البحر والزراعة.

 

 

وأكد وكيل وزارة الري أن حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب وهي لا تزيد عن 3% من الموارد المائية والأمطار التي تتساقط على دول حوض النيل.

 

ومع الزيادة السكانية التي تصل لـ2.5  مليون نسمة سنويًا، أوضح وكيل وزارة الري، أن تلك الأزمة تمثل تحديا كبيرا، مضيفًا أن مصر ستحتاج مليار متر مكعب زيادة من مياه الشرب إذا بلغ التعداد 10 ملايين نسمة إضافية خلال السنوات الأربعة المقبلة.

 

آخر تطورات مفاوضات سد النهضة

لجأت مصر للبحث عن بدائل لتعويض العجز المائي، خاصة أن مفاوضات سد النهضة لازالت متعثرة، حيث قدمت مصر والسودان شكوى للاتحاد الإفريقي نظرًا لخروقات الجانب الإثيوبي لمسار المفاوضات.

 

بدائل لتعويض العجز المائي

كشفت وزارة الموارد المائية والري، عن خطتها لتطوير أنظمة الري في 6 ملايين فدان في مصر يتم تنفيذها على 3 مراحل، بمدى زمني 10 أعوام.

 

وأكدت وزارة الري، أن وزارة الري لجأت إلى الأساليب الحديثة للانتقال من نظام الري بالغمر إلى نظم الرى الحديث، نظرا لوجود عجز مائي يقدر بـ20 مليار متر مكعب سنويًا.

 

وأضافت أن التحول للري الحديث سيكون من خلال الرى بالرش أو بالتنقيط والرى تحت السطحى، مؤكدًة أن 10% إجمالي مساحة الأراضي  تستخدم الري الحديث أي قرابة مليون فدان.

 

وسيتم تنفيذ برامج الري الحديثة على 3 مراحل المرحلة الأولى مناطق الاستصلاح التي تروى بالغمر بالمخالفة، والمناطق الساخنة التى تعانى من مشكلات مياه الري مثل محافظة الفيوم بزمام يبلغ نحو 400 ألف فدان، ومدة التنفيذ عامان.

 

وأما عن المرحلة الثانية الثانية فتشمل مناطق زراعات الأشجار والبساتين بزمام يبلغ نحو 1.6 مليون فدان، ومدة تنفيذها عامان، بالإضافة إلى المرحلة الثالثة في المحافظات الجنوبية بالوادى والدلتا ومناطق الزراعات الحقلية بزمام يبلغ نحو 4 ملايين فدان، وتنفذ خلال 6 سنوات.

 

وأكد الخبير الزراعي، فوزي دياب، أن نظام الري الحديث يقلل نسبة الاحتياجات المائية من 7000 متر مكعب إلى 4000 متر مكعب في مناطق الوادي والدلتا.

 

وأضاف الخبير الزراعي، في تصريحات تليفزيونية، أن نسبة العجز المائي تصل لـ35 مليار متر مكعب ومن المتوقع أن يصل العجز لـ60 مليار متر مكعب.

 

على مدار عدة سنوات، مرت مفاوضات سد النهضة بـ 16 مرحلة خاضتها الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، من أجل تسوية النزاعات المائية من المنبع إلى المصب، غير أن تلك المحادثات باءت جميعها بالفشل ولم تفسر عن أي نتائج ملموسة.

 

وشملت المفاوضات، 10 جولات رئيسية و6 جولات تفاوضية في المسارين الفنى والقانوني، إلى جانب اجتماعات المراقبين مع وفود الدول الثلاث، خلال المفاوضات التى جرت مرة برعاية أمريكية ومشاركة البنك الدولي، ومرة برعاية الاتحاد الأفريقي، تحت سمع وبصر العالم، ولم تحرك إثيوبيا ساكنا تجاه التسوية العادلة مع دولتى المصب، بل لجأت إلى إجراءات أحادية بملء بحيرة السد في تحدٍ واضح لمختلف القوانين والأعراف الدولية.

 

وعلقت مصر والسودان جولة المفاوضات الأخيرة للتشاور، بسبب التعنت الإثيوبي وسط تأكيدات بأن أديس أبابا لم تقدم أى قواعد لتشغيل السد.

 

المفاوضات الحالية تسير وفق مخرجات القمة الأفريقية المصغرة، التى عُقدت 21 يوليو الماضي، فقد عُقد الاجتماع الثالث للجولة الثانية للدول الثلاث برعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي، وذلك استكمالًا للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد.

 

تعليق السيسي بشأن سد النهضة 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد تحدّث على هامش افتتاح المنطقة الصناعية بالبروبيكي عن أزمة سد النهضة قائلًا: " لا يستطيع أحد أن يجور على مصر في أمنها القومي بما في ذلك قضية المياه، وحل مشكلة سد النهضة يكون بالتفاوض لأن الخير يأتي من هناك".

 

وأضاف:"المصريون قلقانين على موضوع سد النهضة وأنا معاكم، بطمنكم عشان عدالة القضية، موضوع المية في مصر، أثبته الهرم اللي في الجيزة، حضارة القدماء المصريين قامت على المياه".

 

وتابع: "كنا دايما بنقول إن طول ما احنا عايزين نعيش، غيرنا يعيش زينا، بنقول من حقكم توليد الكهرباء، زي ما أعلنتم ومعاكم فيه بإخلاص وحب ونوايا طيبة، لكن بشرط إنه ميبقاش له تأثير على المية اللي بتجيلنا، واتكلمنا كتير في ده، ومحدش يقدر ينكر أهمية المية".

وأشار الرئيس السيسي، إلى أن العمل والإنتاج هما السبيل الوحيد لبناء الأمم والشعوب للحفاظ عليها، مضيفا: "الأسد محدش بياكل أكله، خلي كل واحد أسد صغير في مكانه".

 

وأضاف: "قلق المصريين مشروع، وأنا معاكم فيه، كل ما تقلق اشتغل أكتر عشان تبقى قادر وقوي وجامد، كل ما تشتغل كل ما تبقى قوي، وحقك محدش هياخده منك، لو خايف متقعدش تتكلم وتهدد، وتقول كلام ملوش لازمة، وتقول نعمل كذا في الإعلام، بحترم كل رأي، احترم الرأي العام، وتقول نعمل عمل عسكري، إحنا بنتفاوض والتفاوض هيطول، وبنقول لو فيه ضرر يبقى علينا كلنا".

 

وتابع السيسي: "قلقانين صح، طب نعمل إيه، نشتغل ومنامش، بنعمل 20 ألف كيلومتر تبطين للترع عشان نقلل الفقد، أهالي القرى يساعدوا في المرحلة الأولى خلال سنة وهيقلل فقد المياه، ونحافظ على المصارف والترع".

 

مقالات متعلقة