جارديان: هل حانت لحظة خلاص لبنان من الطبقة الحاكمة؟

أثار الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت

تحت عنوان "ردود الأفعال حول كارثة بيروت تسرع لحظة حساب النخبة الحاكمة".. سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على حالة الزخم في داخل وخارج لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، ما يثير الآمال بقرب زوال النخب الفاسدة التي تحكم منذ عقود.

 

وقالت الصحيفة إن التكهن بنتائج العديد من الأزمات الماضية أمر غير واضح في لبنان، لكن ما حدث الثلاثاء الماضي شيء جديد ومرعب، حيث تعيش البلاد لحظة حساب وزخم اجتماعي لا مثيل لها.

 

وأضافت أنه على مدى عدة عقود، كان ميناء بيروت موقعًا تلتقي فيه المصالح السياسية والتجارية المتباينة، فقد كانت تتدفق مليارات الدولارات من خلاله سنويًا، فمن هذا الميناء أدار الزعماء السياسيون مصالحهم، وتم تمويل تعفن الدولة، وفي نفس الوقت دمرها.

 

ونقلت الصحيفة عن نضال عيوش موظف بأحد البنوك قوله: "إذا لم يزل هذا النظام الفاسد، فلن يحدث شيء، كيف يمكن للأشخاص الذين قادونا إلى هرمجدون ( في إشارة إلى  انفجار المرفأ) أن يكونوا هم من يخرجونا من الأزمات؟"

 

وأضافت الصحيفة، أن الغضب دفع العديد من اللبنانيين إلى الاعتقاد بأن أحداث 4 أغسطس يمكن أن تكون أخيرًا نقطة التحول، التي تخلصهم من الطبقة الحاكمة. 

 

وكان اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005 لحظة أخرى من هذا القبيل، والأسابيع التي تلت ذلك دفعت القوات السورية التي كانت تحتل لبنان في ذلك الوقت إلى الانسحاب، وولدت فجرًا سياسيًا وعد ببدء السيادة والمساءلة.

 

لكن في السنوات التي تلت ذلك، ظل لبنان أسير صراعات أوسع، وطبقة حاكمة لا يمكن إصلاحها، حيث حولت جميع مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات، ونهبت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الدولة.

 

ومع اقتراب الأسبوع الحزين من نهايته، اشتدت الدعوات لاستقالات جماعية من مجلس النواب، ومطالب بعدم تسييس التحقيق.

 

ونقلت الصحيفة عن مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "يجب أن تستقيل الحكومة، اللبنانيون لا يثقون في الطبقة السياسية، ما حدث كارثي، ونتج عن إهمال إجرامي، وسوء إدارة وفساد يأكل قلب لبنان.

 

وتابعت: على الأحزاب السياسية أن تؤيد حكومة مستقلين تحظى بثقة اللبنانيين ولها صلاحيات استثنائية لإخراج البلاد من هذه الهاوية، ولا يمكن أن تتوقف المساءلة عن الجريمة عند عدد قليل من موظفي الميناء، يجب تتبع تسلسل القيادة".

 

والجمعة الماضية، بعد ثلاثة أيام من الانفجار، كان من المقرر إصدار حكم ضد أربعة أعضاء في حزب الله متهمين باغتيال الحريري، قبل أكثر من 15 عامًا.

 

تأثير اغتيال الحريري، الذي كان يُنظر إليه في ذلك الوقت على أنه لحظة فاصلة، تلاشى مع خضم الأزمات التي ضربت لبنان، وبلغت ذروتها في انهيار اقتصادي كان أكثر مما يمكن لمعظم الناس تحمله، حيث جف الاهتمام بلبنان، وكذلك المساعدات الإقليمية والأجنبية، التي تم ربطها الآن بمطالب الإصلاحات الهيكلية التي يرفض السياسيون حتى الآن القيام بها.

 

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "إن انفجار الأسبوع الماضي لم يكن أكبر من أي شيء شهدته البلاد سابقا فحسب، بل كذلك التداعيات، وسط آمال أن يكون اللحظة التي ينتظرها الشعب للخلاص من الطبقة الحاكمة".

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة