لم تنتهِ مآسي حادث انفجار مرفأ بيروت؛ حيث مازلت القصص الحزينة تتوالى جراء فاجعة انفجار المرفأ الذي هز العاصمة اللبنانية وخلف دمارًا واسعًا، وأسفر عن 158 قتيلاً ونحو 6 آلاف مصاب وعشرات المفقودين إلى جانب تشريد الآلاف.
وكان آخر تلك القصص التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي اللبناني تعود للطفلة ألكساندرا نجار، والتي عرفت بـ «فراشة بيروت».
الطفلة ألكساندرا نجار (3 سنوات) كانت قد شاركت في احتجاجات سابقة ضد الحكومة اللبنانية، قبل أن ترحل متأثرة بجروحها في انفجار مرفأ بيروت.
يا ويلكن من الله يا مجرمين !!! لو فيكن ذرة مسؤولية أو ذرة إنسانية كنتوا بتستقيلوا كلكن يا بلا شرف !!!#الكسندرا_نجار ملاك السماء ????????????#بيروت_منكوبة #بيروت_مدينة_منكوبة #بيروت #لبنان #BeirutExplosion #BeirutBlasts #Beirut #Lebanon pic.twitter.com/GRMZdHbSSh
— زياد خوري (@ZiadKhoury88) August 7, 2020
وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للطفلة ألكساندرا نجار التي وصفوها بـ"فراشة بيروت"، وملاك "السماء"، وقال المغني اللبناني زياد خوري عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "يا ويلكن من الله يا مجرمين !!! لو فيكن ذرة مسؤولية أو ذرة إنسانية كنتوا بتستقيلوا كلكن يا بلا شرف !!! #الكسندرا_نجار ملاك السماء " .
والدة الطفلة ألكسندرا قالت في مقطع فيديو أوردته قناة إم تي في اللبنانية: "منحبّك واشتقنالك وsorry لأن خليتك بهالبلد". واستمرارًا للمشاهد الحزينة، تداول رواد على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم، صورًا لفتاة لبنانية قالوا إنها تبحث عن شقيقها المفقود منذ 5 أيام وهو عامل في المرفأ. وبدت ريما زاهد الأخت المكلومة خلال الصور المتداولة في حالة انهيار شديد، ومازاد الأمر سوءًا عليها مرور جنازة أحد ضحايا الانفجار بالقرب منها بحسب ما نشره محمد مهدي على صفحة بعنوان "بيروت الآن - Beirut Now" على فيس بوك.
وخلف انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع الثلاثاء الماضي، 158 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين تحت الأنقاض، وفق أرقام رسمية غير نهائية. وبحسب تصريحات صحفية لمحافظ بيروت مروان عبود، أسفر الانفجار عن خسائر مادية طالت الكثير من المرافق والمنشآت والمنازل قدرت بشكل أولي بما يراوح بين 10 و15 مليار دولار.
وأدى الانفجار إلى تشريد ما يفوق على ربع مليون ساكن في بيروت، وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار، وهي فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 % من الناتج الاقتصادي.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويسود غضب واسع بين اللبنانيين منذ مدة، إذ خرجوا إلى الشارع للتظاهر قبل أشهر احتجاجا على الأزمة الاقتصادية وطريقة التدبير الحكومية، وهي الأزمة التي ارتفعت درجتها مع انتشار جائحة كورونا. وجاء الانفجار ليزيد من الغضب الشعبي على الطبقة الحاكمة.
ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.