على خلفية الاحتجاجات التي تعم الشارع اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت، استقال وزير البيئة اللبناني دميانوس قطار، رسميًا مساء الأحد؛ وذلك بعد ساعات من استقالة وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد التي تقدمت بها صباح اليوم.
كما أعلن النائب اللبناني المستقل ميشال معوض استقالته اليوم لتكون سادس استقالة نيابية منذ انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، موضحًا انه قرر العودة إلى النضال من الشارع بجانب اللبنانيين لإسقاط الحكومة وفرض انتخابات نيابية مبكرة تشرف عليها حكومة حيادية.
ونقلت وسائل علام لبنانية عن قطار قوله: "نفسي حزينة حتى الموت أمام هول الفاجعة، وانحناء لأرواح الضحايا الأبرياء، وتضامنًا مع الجرحى والمصابين وذويهم، وتحسسًا بألم أهالي المفقودين».
وأضاف الوزير المستقيل: "تعاطفًا مع جميع المتضررين، ومع انسداد أفق الحلول على وقع التجاذبات العبثية، وفي ظل آليات نظام عقيم ومترهّل أضاع العديد من الفرص، وتجاوبا مع قناعاتي وضميري، قررت أن أتقدم باستقالتي من الحكومة"، بحسب ما ذكرت وكالة "لبنان 24" الإخبارية.
وصباح اليوم الاحد، قدمت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد، استقالتها من حكومة حسان دياب قائلة: «أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم، التغيير بقي بعيد المنال وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدم باستقالتي من الحكومة».
كما أفادت وسائل إعلام لبنانية، أن وزير الداخلية محمد فهمي يتجه للتقدم باستقالته من الحكومة يوم غد الاثنين.
معلومات الجديد: وزير الداخلية محمد فهمي يتجه للاستقالة من الحكومة غداً
— قنـــاة الجـــديـــد (@ALJADEEDNEWS) August 9, 2020
وفي سياق متصل، أعلن النائب اللبناني المستقل ميشال معوض، الأحد، استقالته من مجلس النواب، في سادس استقالة نيابية منذ انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء؛ فيما تراجع النائب السابع، نعمة إفرام، عن استقالة أعلنها، الأحد، بهدف "إعطاء فرصة يومين أو ثلاثة للمجلس لإصدار قانون لتقصير ولاية المجلس وإلا سيستقيل".
وقال معوض في مؤتمر صحفي: "أمام دماء اللبنانيين ومستقبل أولادنا كل الحسابات السياسية تسقط"، مضيفًا "قررت التقدم باستقالتي من مجلس النواب، لأعود إلى النضال من الشارع بجانب اللبنانيين لنسقط الحكومة ونفرض انتخابات نيابية مبكرة تشرف عليها حكومة حيادية".
وسبق معوض، استقالة 3 من نواب حزب الكتائب اللبنانية، بحسب تصريح رئيسه سامي الجميل، بجانب النائبة بولا يعقوبيان، والنائب مروان حمادة.
واندلع حريق قرب مبنى البرلمان بوسط بيروت، مساء اليوم، في حين كان مئات المحتجين يحاولون اقتحام المنطقة المحاطة بسياج، فيما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيون لبنانية اندلاع حريق عند مدخل ساحة البرلمان بوسط بيروت في حين كان مئات المحتجين الغاضبين المناهضين للحكومة يحاولون اقتحام المنطقة المحاطة بسياج.
كما أظهرت اللقطات المباشرة أيضًا قيام الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. واقتحم المتظاهرون مكاتب وزارتي الإسكان والنقل. بحسب "رويترز".
واقتحم محتجون لبنانيون أمس مباني عدة وزارات في بيروت، وحطموا مكاتب جمعية مصارف لبنان، في حين تردد دوي إطلاق نار مع تصاعد الاحتجاجات الغاضبة على خلفية الغضب الذي يشهده الشارع جراء انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي.
وخلف انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع الثلاثاء الماضي، 158 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين تحت الأنقاض، وفق أرقام رسمية غير نهائية. وبحسب تصريحات صحفية لمحافظ بيروت مروان عبود، أسفر الانفجار عن خسائر مادية طالت الكثير من المرافق والمنشآت والمنازل قدرت بشكل أولي بما يراوح بين 10 و15 مليار دولار.
وأدى الانفجار إلى تشريد ما يفوق على ربع مليون ساكن في بيروت، وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار، وهي فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 % من الناتج الاقتصادي.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويسود غضب واسع بين اللبنانيين منذ مدة، إذ خرجوا إلى الشارع للتظاهر قبل أشهر احتجاجا على الأزمة الاقتصادية وطريقة التدبير الحكومية، وهي الأزمة التي ارتفعت درجتها مع انتشار جائحة كورونا. وجاء الانفجار ليزيد من الغضب الشعبي على الطبقة الحاكمة.
ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.