على مدى اليومين الماضيين، شغل اليوتيوبر الراحل مصطفى حفناوي حيزًا كبيرًا من اهتمام رواد السوشيال ميديا، وسط جدل كبير حول سبب وفاته، فالبعض أرجعه للحسد، وآخرون أرجعوه للإهمال الطبي، ولكن كانت المفاجأة التي كشفها التقرير الطبي، بأنه كان يتعاطى هرومانات بناء العضلات، فكانت سببًا في وفاته.
وتوفى اليوتيوبر مصطفى حفناوي، أمس الاثنين، بعد أيام من إصابته بجلطة في المخ، ليتصدر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط حزن وصدمة بين الجميع، وتم تشييع جنازته بحضور عائلته وأصدقائه مثل علي غزلان وعمرو راضي وغيرهم، وأقيمت صلاة الجنازة أمام مقابر القبابات بالصف وسط حزن الكثيرين.
ومصطفى حفناوي، ذو الـ25 عامًا ويعد أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، قد أصيب بجلطة في المخ منذ 5 أيام، بسبب تشخيص طبي خاطئ لحالته الصحية، مما أدى لدخوله في غيبوبة بأحد المستشفيات.
التقرير الطبي
منذ لحظة وفاة مصطفى حفناوي لم يتوقف الجدل حول حول سبب وفاته والتي أرجعها الكثير إلى الحسد والإهمال الطبي، حتى أفصحت المستشفى عن التقرير الطبي بحالة حفناوي، لتنفي عن نفسها تهمة الإهمال الطبي، وتؤكد أن سبب الوفاة يرجع إلى تناول عقاقير تعمل على التجلط الدموي.
وبحسب ما ورد في التقرير الطبي، فإن مصطفى حفناوي له تاريخ مرضى، إذ تردد على المستشفيات خلال شهر مارس 2020، بآلام متكررة في البطن، إضافة إلى أنه يتناول بعض العقاقير لبناء وتقوية العضلات تم مضاعفتها بواسطته مؤخرًا دون استشارة أى من الأطباء، وهي عبارة عن "كورتيزون تستوتسيرون، أحماض أمينية، عقال سيالس، ترامادول".
ووفقًا للتقرير، فإنّ حفناوي حضر إلى قسم الاستقبال بالمستشفى الجوي التخصصي يوم 5 أغسطس وهو يعاني من آلام في البطن، وبعد التحاليل تم التنبيه عليه بالدخول إلى المستشفى إلا أنه رفض، وعاود مرة ثانية في نفس اليوم في الواحدة ظهرًا بنفس الآلام، وحسب التشخيص المبدئي تبين وجود احتمالية جلطة بالشريان الأساسي المغذي للأمعاء.
وأضاف التقرير أنّه تمّ إجراء أشعة مقطعية بالصبعة على البطن، وأخذ المريض جرعات الصبغة بالفم، وعند نزوله لقسم الأشعة أصيب بقيء متكرر حال دون إجراء الفحص، وبعد نصف ساعة شعر بتنميل وآلام بالجانب الأيمن من الجسم، وبعد إجراء أشعة مقطعية على المخ تبين وجود جلطة كبيرة بالمخ وانسداد بالشريان المغذي للمخ، دخل على إثره إلى الرعاية المركزة.
ولفت التقرير إلى أنه تمّت دراسة أسباب هذا التجلط وخلال ساعتين تبيّن وجود خلل شديد فى جميع دلالات عوامل التجلط، وتم طلب دراسة عوامل التجلط الوراثية وكانت إيجابية مما يعنى أن 50% من الأشقاء قد يكون عرضة لنفس المرض مع احتمالية الإصابة بفيروس كورونا وتم عمل مسحة وأفادت بسلبية النتائج.
والتشخيص النهائي الوارد في التقرير الطبي:"جلطة كبيرة بالشريان السباتي الأيسر واشتباه جلطة بالشريان الأساسي المغذي للأمعاء في الساعة 9:30 مساء نفس اليوم، مع وجود خلل وراثي وزيادة الوعي بأضرار أدوية تقوية العضلات".
المكملات القاتلة
وفاة مصطفى حفناوي إثر تعاطيه هرومانات بناء العضلات فتحت الباب مجددًا للحديث عن خطورة تلك الهرومانات والمقويات والمكملات الغذائية، التي يتم تناولها في الصالات الرياضية "الجيم" من أجل الحصول على جسم مثالي وبناء عضلات، والتي تكاد تهلك متعاطيها وتقتله دون أن يشعر، وهو ما حدث من قبل مع الفنان هيثم أحمد ذكي.
وأكدت دراسة حديثة -نشرت نتائجها بمجلة "Annals of Internal Medicine"- أن مكملات الفيتامينات والمعادن تهدد صحة القلب، وقد تتسبب في الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وأمراض القلب التاجية، وتزيد من خطر التعرض للوفاة المبكرة، نتيجة الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
الكثير يذهب إلى صالات الجيم، وهناك يتناول المكملات الغذائية والمقويات دون استشارة من الطبيب، وبمرور الوقت تكون تلك العقاقير سببًا في تجلط الدم، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وتؤدي في النهاية إلى الوفاة.
ومن أبرز من قتلتهم العقاقير والمكملات الغذائية في صالات الجيم، الفنان هيثم أحمد ذكي، الذي توفي عن عمر يناهز الـ 35 عاما، في 7 نوفمبر عام 2019، بعدما عثر عليه في شقته بمفرده، وتبين من التقرير الطبي أنه تناول جرعة زايدة من المكملات الغذائية ومقويات العضلات المتعلقة بالجيم، ما أدى إلى إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، أدت إلى وفاته.
وفي عام 2017 توفي الفنان عمرو سمير، عن عمر يناهز 33 عاما، بشكل مفاجئ على سرير بغرفته في أحد الفنادق أثناء تواجده مع أصدقائه في عطلة في أسبانيا، وتبين أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد ممارسته للرياضة في صالة الألعاب الرياضية.
وفي صالة الجيم أيضا توفى الفنان ممدوح عبد العليم، أثناء ممارسته رياضة المشي على الجهاز في صالة للألعاب الرياضية في نادي الجزيرة، إذ أصيب بأزمة قلبية مفاجئة رغم أنه لم يكن مريضا بأي مرض.
وإذا كانت الوفاة مصير هؤلاء نتيجة ممارسة الرياضة في صالات الجيم أو تناول العقاقير والمكملات الغذائية، فقد تعرض الفنان خالد النبوي لأزمة صحية في صالة "الجيم" إذ أصيب بجلطة حادة في الشريان التاجي الخلفي ما أدى إلى اختلال كهرباء القلب، أثناء ممارسته للرياضة في صالة الألعاب الرياضية، وفقا وفقا للدكتور جمال شعبان، عميد المعهد القومي للقلب سابقًا.
عقاقير محفوفة بالمخاطر
عقاقير بناء العضلات والمكملات الغذائية قد يكون لها دور بالفعل في الحصول على مكاسب بدنية وجسم مثالي، ولكن في المقابل هي محفوفة بالمخاطر، فتلك الفوائد قد تكون قصيرة المدى أما أضرارها فتصل إلى الوفاة، وفقا لموقع "الكونسلتو".، لذلك تؤكد الدراسات ضرورة عدم تناول هذه العقاقير إلا باستشارة الطبيب.
طبيعية تلك العقاقير والهرمونات التي تحفز على نمو الجسم، وتساعد في تكوين العضلات، هي عبارة عن مواد كيميائية يتم إفرازها بواسطة الغدد الصماء لتنظيم وظائف الجسم، وتؤخذ عن طريق الحقن، وهي لها طريقة وجرعات يحددها الطبيب المختص حتى لا تؤذي الجسد.
وبحسب الدكتور رامي صلاح، استشاري العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، فإنّ المكملات الغذائية يجب تناولها تحت استشارة الطبيب لتحديد الجراعات المناسبة لكل حالة، محذرًا من أنّ الإفراط فيها قد يتسبب في تراكمها بخلايا الجسم، وينتج عنها مشاكل صحية عديدة، تصل إلى حد التسمم والموت المفاجئ.
وأشار صلاح، خلال تصريحات نقلها موقع "الكونسلتو" إلى أن هناك بعض الأعراض التي تشير إلى خلل ما في الجسم نتيجة الإفراط في تناول المكملات الغذائية، منها الشعور بـ"مغص، دوخة، غثيان، إعياء، عدم القدرة على الحركة".