صوت أمريكا: بعد انفجار بيروت.. لبنان يواجه هجرة العقول

الانفجار أثار موجة غضب شعبي في لبنان

حذر راديو "صوت أمريكا"، من تصاعد هجرة العقول من لبنان، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي دمر سبل عيش مئات الآلاف من الأشخاص.

 

جاء هذا في تقرير نشره الراديو على موقعها الإليكتروني تحت عنوان:" لبنان يواجه هجرة العقول في أعقاب انفجار بيروت".

 

ونقل الراديو عن هيكو ويمين الذي يترأس مشروع العراق وسوريا ولبنان لمجموعة الأزمات الدولية قوله إن: الدولة اللبنانية باتت خاوية على عروشها نتيجة عقود من الفساد والمحسوبية، الأمر الذي قوض المحاسبة القانونية وأي شعور بالمسئولية.

 

وقال إن كارثة بيروت عقدت مشكلات لبنان المزمنة، موضحا أن اليأس المهيمن على البلاد، دفع الكثيرين لتفكير في الهجرة.

 

وأضاف: الجميع الآن يفكرون في المغادرة، أنا أعني حقا الجميع. هذا متفهم جدا، أعتقد أن هناك الكثيرون الذين سيمكثون إذا كان هناك أمل، هذه هي الكلمة الأساسية هنا هي الأمل.

 

وضرب الانفجار مدينة لا تزال تخشى ذكريات حرب أهلية وتئن تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة وارتفاع في معدلات الإصابة بفيروس كورونا.

 

ويعيد الانفجار لأذهان الكثيرين ذكريات مؤلمة عن الحرب الأهلية بين 1975 و1990 التي مزقت البلاد إلى أشلاء ودمرت مناطق واسعة في بيروت مازال كثير منها لم يتم إعادة بنائه منذ ذلك الحين.

ويتمتع شعب لبنان، بمستوى عالي من التعليم والمهارة والمهنية، والكثير من أفراده حاصلين على درجات جامعية، وجواز سفر ثاني، ولديهم أقارب يعيشون في الخارج.

 

وأشار ويمين إلى أن الكثير من المواطنين يستطيع أن يستفيد من شبكة علاقاته الشخصية، ومن الاتصالات المهنية لمساعدتهم في تجاوز عقبات الهجرة التي وضعها الاتحاد الأوروبي.  

 

وأوضح أن اللبنانيين الذين يهاجرون عادة ما يكونون ناجحون للغاية ويساعدون كثيرا المجتمعات التي ينتمون إليها.

 

ورأى أن الدول الأجنبية سوف تستفيد بشكل مؤكد من العقول اللبنانية المهاجرة المحتملة على حساب بلدهم الأم.

 

 

وأضاف ويمين: "بالتأكيد، هذا سيحدث. وهذا يعني أن البلد قد يخسر جيلا يحتاجه من أجل إعادة البناء، ومن أجل تحقيق التغيير السياسي الضروري".

 

وتسبب انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس الجاري وأسفر عن سقوط أكثر من مائتي قتيل و6 آلاف مصاب، فضلا عن الدمار الواسع، في موجة واسعة من الغضب الشعبي من الحكومة والنخبة السياسية.

 

ولم يهدأ اللبنانيون بعد استقالة حكومة حسان دياب يوم الاثنين وطالبوا بإزاحة ما يصفونها بطبقة حاكمة فاسدة مسؤولة عن متاعب البلاد.

 

ويشهد لبنان احتجاجات تطالب بتنحي الرئيس اللبناني ميشيل عون ومسئولين آخرين يلقون عليهم باللوم في وقوع الانفجار.

 

 وهذه الاحتجاجات هي الأكبر من نوعها منذ أكتوبر عندما خرج الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على فساد النخبة الحاكمة وسوء الحكم والإدارة.

 

ويعكس انفجار بيروت النظام الطائفي الذي يهيمن من خلاله نفس السياسيين على البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990. فكل طائفة لها حصتها من المديرين بالمرفأ الذي تمر منه أغلب تجارة البلاد.

 

 

 

النص الأصلي

 

مقالات متعلقة