فلسطين تنتفض ضد الاتفاق «الإماراتي - الإسرائيلي»

تظاهر آلاف الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة وفي مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة رفضًا لـ"اتفاق التطبيع" بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات.

 

وأمس الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات وصفه بـ "التاريخي".

 

وندد المتظاهرون بإقامة علاقات رسمية بين دولة الاحتلال والإمارات، التي ستكون أول دولة خليجية توقع معاهدة "سلام" مع تل أبيب والثالثة عربيا بعد مصر والأردن.

 

وشهدت التظاهرات إحراق وتمزيق صور ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وكل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

واتهم أحمد مصاروه الذي جاء من وادي عارة شمالي فلسطين المحتلة للصلاة في الأقصى دولة الإمارات بالخيانة، وقال مصاروة في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" :"الإمارات شريكة في المخططات الخطيرة التي تعرض الأرض العربية للخطر".

 

واعتبر المتظاهر الفلسطيني أن نتنياهو يسعى للبحث عن إنجازات من خلال التوقيع على الاتفاق مع الإمارات، بينما هو في الحقيقة يريد إخفاء قضايا الفساد المتهم بها والتظاهرات ضده في "إسرائيل".

 

وأضاف: "يدرك نتنياهو أن وضعه السياسي يمكن أن يتضرر، بحيث يستقيل أو يزج به في السجن".

 

من جانبه، قال عبد الرحيم، المقيم في القدس الشرقية المحتلة إن الخطوة التي أعلنت أمس غير مقبولة بالنسبة له.

 

وأوضح: "من المؤكد أن هذا الاتفاق سيضر الفلسطينيين. لا ينبغي علينا أن نصمت على هذا الأمر، ويجب أن نناضل، وإلا سيبدأون في التخطيط للسيطرة على الأقصى وعلى القدس الشرقية كلها".

 

فيما قالت "مرام" من سكان شمالي فلسطين المحتلة إن الإمارات تحاول هي الأخرى التغطية على أوضاعها الداخلية من خلال التوقيع على اتفاقات سياسية.

 

وأضافت "هذا الاتفاق لا يستحق كل هذا العناء. يدور الحديث عن قيادة لا تهتم فقط سوى بجيبها بينما لا يعنيها المواطنين الذين يموتون جوعا".

 

واعتبرت أن الهدف من الاتفاق هو "تدمير الشعب الفلسطيني وتطبيق قانون القومية اليهودي وتشجيع إقامة مستوطنات جديدة".

 

كما خرج للتظاهر ضد الاتفاق النواب العرب بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يوسف جبارين وهبة يزبك.

 

وقالت يزبك :"لا يمكن تطبيع الاحتلال، ليس هناك اتفاق سلام مع استمرار الاحتلال. حتى لو رفض نتنياهو أو ألغى الضم، فلن يغير ذلك حقيقة أن ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال والحصار الوحشي. ومن الواضح أن نتنياهو أو ترامب ليس لديهما نية لتغيير ذلك".

 

فيما قال جبارين :" الاتفاق جزء من صفقة القرن الخطيرة، وينتهك حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ويخدم أيضًا أزمات نتنياهو وترامب".

 

وأضاف "علينا ألا نغرق في الوهم نتنياهو وترامب لا يسيران نحو السلام، بل نحو إدامة الصراع والاحتلال والاستيطان، ومنع إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967".

 

وامتدت التظاهرات المنددة بالاتفاق بين تل أبيب وأبوظبي إلى مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث ندد المئات بالاتفاق، خلال مظاهرة خرجت عقب صلاة الجمعة، في ميدان "الشهداء" وسط المدينة.

 

ورفع محتجون في بلدة حارس بمحافظة سلفيت بشمالي الضفة صورا لولي عهد الإمارات محمد بن زايد، بعد وشمها بعلامة "إكس"، مرددين هتافات منددة بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.

 

وعلى ذات الصعيد، شارك المئات من الفلسطينيين في مسيرة بميدان "فلسطين"، وسط مدينة غزة، رفضا لاتفاق التطبيع الإماراتي.

 

إلى القطاع حيث شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة بميدان "فلسطين"، وسط مدينة غزة، رفضا لاتفاق التطبيع الإماراتي.

 

وشوهد في المسيرة التي نظمتها حركة "الجهاد الإسلامي"، لافتات كتب عليها "لا لخيانة فلسطين".

 

وقال القيادي بحركة "الجهاد" خالد البطش خلال المسيرة ، إن "التطبيع خيانة لله ولرسوله وتخلي عن المسؤولية التاريخية".

 

وتابع البطش: "غزة ومعها كل فلسطين تؤكد اليوم رفضها واستنكارها، لما حصل من قبل قبل الإمارات".

 

فيما اعتبر مشير المصري القيادي في حركة "حماس"، خلال المسيرة، أن كل "المتساوقين والمتسابقين نحو التطبيع، لا يمثلون إلا ذواتهم".

 

وقال المصري إن الذين "يسارعون نحو الاحتلال للمحافظة على مواقعهم ومناصبهم، لن يفلحوا، فكل أموالهم وكراسيهم وبترولهم، لا يُساوى قطرة دم سالت من طفل فلسطيني".

 

جدير بالذكر أن الاتفاق بين دولة الاحتلال والإمارات قوبل بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي".

 

واعتبرت القيادة الفلسطينية، في بيان لها الاتفاق "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".

 

 

مقالات متعلقة