من الخرطوم.. هل يشكل مصر والسودان «ثنائي» ضد «أطماع» إثيوبيا في النيل؟

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ونظيره السوداني عبد الله حمدوك

في ظل تعثر مفاوضات سد النهضة، بسبب إصرار الجانب الأثيوبي على عدم التوصل لاتفاق ملزم، تأتي زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إلى الخرطوم، للقاء نظيره السوداني عبد الله حمدوك وقيادات مجلس السيادة السوداني، فهل تكون تلك الزيارة بداية تحالف ثنائي مصري سوداني لمواجهة التعنت الأثيوبي؟.

 

وتوجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم السبت، على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء إلى جمهورية السودان الشقيقة، لبحث عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وعلى رأسها ملف سد النهضة الأثيوبي وآخر المستجدات فيه. 

ويضم الوفد المصري الذي يقوده مدبولي، كل من وزراء الري والموارد المائية، والصحة والسكان، والتجارة والصناعة، والكهرباء، وعددا من مسؤولي الجهات المعنية، في زيارة تستغرق يوما واحدا. 

 

ومن المقرر أن يعقد الجانبان المصري والسوداني، برئاسة رئيسى وزراء البلدين، جلسة مشاورات موسعة تتناول أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما من المقرر أن يلتقي الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الزيارة، قيادات مجلس السيادة السوداني.

 

 

أمل التحالف 

 

وعن أهمية زيارة رئيس الوزراء للدكتور مصطفى مدبولي إلى السودان، قال الدكتور مصطفى الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه يأمل أن تكون هذه الزيارة بادرة لتحالف مصري سوداني، وأن تدرك السودان أنها عنصر مهم للغاية للأمن القومي المصري.

 

وأضاف الغباشي، في تصريح لـ"مصر العربية"، أن الجانب الأثيوبي متعنت وحقق مراده في بدء ملء السد، وبدأ مرحلة مساومة خاصة بملأ الخزان وغيره، فليس هناك بديل عن أن يكون هناك تعاون وثيق وصادق وآمان بين مصر والسودان شماله وجنوبه.

 

ورأى أن زيارة مدبولي للسودان قد تكون تأسيس لتعاون مصري وسوداني، وتعزيز هذه العلاقات وتقويتها، مشددا أنه لابد أن يدرك الجانبين أنهم في خطر مما يفعله الجانب الأثيوبي، وهي مسألة غير مقبولة للجانبين المصري والسوداني.

 

ورجح الغباشي أن يكون سد النهضة كلمة السر في زيارة مدبولي للخرطوم، وأن تأخذ الحيز الأكبر من اللقاء، إلى جانب تناول الحديث عن كيفية تعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، ومنها مشروع الربط الكهربائي وطريق بري مفتوح، فيما استبعد أن يتطرق اللقاء لملف النزاع على حلايب وشلاتين.

 

وأكد على ضرورة تعزيز وتقوية العلاقات بين مصر والسودان، لافتا إلى أن الطرفين أدركوا إحساسهم بالخطر فبدأ يكون هناك إدراك لتعزيز العلاقات، كما أن السودان بدأ يأخذ خطوة تجاه الجانب المصري، بعدما كان يأخذ خطوة تجاه الأثيوبي من قبل.

 

أبرز الملفات

 

وأرجعت تقارير بوسائل إعلام سودانية، الهدف من زيارة رئيس الوزراء المصري إلى  الخرطوم، إلى تناول عدد من المحاور، على رأسها التباحث بشأن تنشيط وتفعيل الاتفاقيات الخاصة بمشروع الربط الكهربائي بين البلدي، واتفاقيات التبادل التجاري في محالات اللحوم والمنتجات الزراعية، فضلا عن ملف سد النهضة وآخر نطوراته. 

 

ووفقا لمسؤول سوداني، في تصريحات لصحفية "التغيير الإلكترونية"، فإن زيارة رئيس الوزراء المصري، تهدف إلى تنشيط عدد من المشاريع والبروتوكولات بين البلدي، منها مشروع الربط الكهربائي، الذي تم تدشينه في إبريل الماضي بنقل 60 ميجا واط من الجانب المصري، إذ يبلغ حجم الكهرباء المتفق عليها 300 ميجا واط. 

 

وأشار المسؤول السوداني، إلى أن الجانب المصري كان قد تعهد بتنفيذ أبراج لتحسين النقل في شبكة الكهرباء السودانية، مضيفا أنه من المتوقع أن تقدم الحكومة مجموعة من المحفزات التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي السوداني، وتقديم مجموعة من التسهيلات الخاصة بتنقل المواطنين بين البلدين، وتنشيط المنح التعليمية للطلاب السودانيين.

 

 

وأكد المسؤول السوداني، أن ملف سد النهضة الأثيوبي سيكون حاضرا في لقاء رئيسي الوزراء المصري والسوداني، لبحث الموقف المتأزم في المفاوضات، ومستقبل مياه النيل، وحصص البلدين في ظل استمرار تعثر المفاوضات مع إثيوبيا. 

 

مساعدات للسودان  

 

وكانت مصر قد أقلعت طائرتى نقل عسكريتين على متنهما كميات كبيرة من المواد الغذائية وألبان الأطفال مقدمة من جمهورية مصر العربية لجمهورية السودان الشقيقة.

 

وجاء ذلك في إطار تضامن مصر مع الأشقاء الأفارقة وبتوجيهـات مـن الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتقديم المعاونة للأشقاء فى جمهورية السودان.

 

وتأتى تلك المساعدات تأكيداً لدور مصر الرائد تجاه الأشقاء الأفارقة وترسيخاً لعلاقات التعاون والروابط التاريخية التى تجمع مصر بدول القارة السمراء، وفقا للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية.

 

مقالات متعلقة