صحفي يمني يروي كواليس مثيرة عن رد فعل مبارك حول فكرة بناء سد النهضة

لرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ورئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق ميليس زيناوي

كان أنور العنسي، الصحفي اليمني ومراسل تلفزيون بي بي سي عربي، قد أدار حوارًا مع رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق ميليس زيناوي عام 1997 حول حلم أديس أبابا في بناء سد عملاق على نهر النيل، وكيف كان رد فعل رئيس مصر الأسبق محمد حسني مبارك.

 

يروي العنسى كواليس مثيرة، مسترجعا ذكريات هذا الحديث الذي أجره منذ 23 عاما، والذي أثار اهتمام «مبارك» وقتذاك، إذ سعى الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح إلى تقريب وجهات النظر والوساطة بين الجانبين المصري والإثيوبي  لتسوية الخلاف حول موارد المياه في بداياته، وفقا لشبكة بي بي سي عربي.

 

ويقول العنسي إنه في عام 1997 التقيت ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق لمرات ومناسبات عدة، في جبهات، أو في مؤتمرات، وفي إحداها أجري معه حديثاً لإحدى القنوات وكان هو الأول الذي يدلي به الرجل لوسيلة إعلام عربية.

أنور العنسي

ومضى العنسي قائلا: إن زيناوي بدا أنه كان في حاجة للتوجه بذلك الحديث إلى العالم العربي بعد فترات يأس طويلة في التفاهم مع معظم العرب وسألته حينها عن سبب التوتر في علاقة بلاده مع مصر، فأجاب "بل قل مع العرب جميعا".

 

«زيناوي» كان يشغله بشكل كبير مشكلة حل التوازن البيئي.. هكذا أكد الصحفي العنسي، مشيرا إلى أنه رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق قال إن الأمطار الغزيرة في شمال غرب البلاد الجبلي تتلف أغلب محاصيل المزارعين البسطاء، ولا يستفيدون من مناسيبها العالية، بينما لم تكن تسقط على رمال إقليم أوجادين قطرة مطر واحدة".

 

في أثناء الحديث أشار زيناوي إلى أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وتساءل: "كيف يمكن لإثيوبيا التى تنتج 85% من مياه نهر النيل أن لا تنتفع بأكثر من 1% من الفوائد المتاحة.

الرئيس الصيني هو جينتاو (وسط) ، رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي (إلى اليسار) والرئيس المصري حسني مبارك (الثاني إلى اليمين) يتحادثون قبل قراءة إعلان مشترك في ختام القمة التي استمرت يومين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. 5 نوفمبر 2006 في قاعة الشعب الكبرى في بكين ، الصين. تعهد قادة الصين و 48 دولة أفريقية بتشكيل شراكة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية ، في إعلان مشترك تم تبنيه.

 أذيع اللقاء وفقا للعنسي، متابعا "على الفور وجه مبارك دعوة فورية لزيناوي للقائه في شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه علم من مصادر أن نقاشا طويلا دار بينهما وجرت فيه مكاشفة بين الرجلين".

 

ويكمل العنسي: عندما كنت برفقة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح إلى مصر لمحني الرئيس مبارك بين زملائي المرافقين لصالح، ثم تقدم مني بهدوء، وسحب يدي، وسألني "إزاي عرفت توصل للراجل ده؟ الناس دول غامضين، فكان أن أجبته بـ "نحن لا نحاول أن نفهم إخوتنا في أفريقيا، يجب أن نعيد تقييم علاقتنا بهذه القارة" ثم تركني ومضى عندما لم تعجبه إجابتي رغم أنه نظر إلى عينيَّ باهتمام.

 

وواصل "شعرت بعد هذا الحديث المقتضب أن الرجلين لم يتوافقا على شيء".

 

وكشف العنسي أن "علي عبد الله صالح في ذلك الوقت سعى لإتمام صفقة "تاريخية" بين مصر وإثيوبيا حول الاستفادة من مياه النيل، لكنه في نظر كثير من المسؤولين في إثيوبيا لم يكن شخصا محايدا بسبب موقفه الملتبس تجاه الحرب بين إثيوبيا وإريتريا وعلاقته برئيسها "أسياس أفورقي""، وفقا وكالة سبوتنيك.

 

 

وتابع: "بطلب من الرئيس صالح أجريت اتصالات بموظفين كبار في الحكومة الإثيوبية وبزيناوي نفسه الذي رحب لاحقاً بزيارة صالح لأديس أبابا بعدما أقنعته بأن صالح يرتبط بعلاقة وثيقة مع مبارك".

 

وأضاف: "زار صالح أديس أبابا، وأعتقد أنه نجح في إقناع الإثيوبيين بإبطاء خطط بناء السد إلى حين التوصل إلى اتفاق، لكن أحداثاً جرت بعد ذلك قللت من اتصالات القادة الثلاثة، وفوتت فرص الاستفادة من ذلك الزخم، ومضى الإثيوبيون في مشروعهم حين لم يتلقوا عرضا بتعويض يغنيهم عن بناء السد.. على حسب تعبيره".

مقالات متعلقة