قالت قناة "كان" الإسرائيلية إنّ مسؤولين في الإدارة الأمريكية قالوا لوسائل إعلام محلية إنّ المغرب يمكن أن يكون الدولة التالية في طابور التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت القناة أن هناك "بنية تحتية للعلاقات بين المغرب وإسرائيل - هناك سياحة وتجارة والحفاظ على الجالية اليهودية في البلاد".
واعتبرت القناة الإسرائيلية أن للمغرب مصلحة في التطبيع مع دولة الاحتلال، كون الخطوة ستقود إلى تحسين علاقة الرباط بالولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن المغرب سيحصل مقابل التطبيع على اعتراف بسيادته على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو.
وأضافت :"أبلغت إسرائيل الأمريكان في الماضي أنها تؤيد تلك الخطوة. كذلك هناك لوبي أمريكي يدعم الصفقة ويقول للإدارة الأمريكية أنه ينبغي عليها، مساعدة المغرب، في مكافحة الإرهاب وفي عزل إيران - وفي المقابل الاعتراف بسيادتها".
ويشهد إقليم الصحراء المغربية منذ عام 1975 نزاعا بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، وذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
وتحول النزاع إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
وفيما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.
ومطلع فبراير الماضي ذكر تقرير للقناة "13" الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو سعت لعقد صفقة ثلاثية تضم كل من المغرب والولايات المتحدة الأميركية، تحصل بموجبها المغرب على اعتراف أمريكي بالسيادة على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وقالت ثلاثة مصادر أمريكية وإسرائيلية، للقناة إن القصة بدأت لدى إلقاء نتنياهو خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر 2018، قال فيه: "بعد تصاعد قوة إيران، أصبح الاتفاق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية أقرب من أي وقت مضى، تقارب وود لم أتصور في حياتي مطلقا أنه ممكنة. لم يكن ممكنا تتخيل ذلك منذ بضع سنوات".
وفي اليوم التالي، التقى نتنياهو، وفق التقرير، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجاء اللقاء نتيجة لقناة الاتصالات السرية التي أنشأها مستشار نتنياهو للأمن القومي، مئير بن شبات، ورجل نتنياهو الخفي المكلف بنسج علاقات وطيدة مع الأنظمة العربية والمعروف باسم بـ"معوز" (الحصن)، مع وزير الخارجية المغربي، بوساطة رجل الأعمال اليهودي المغربي، ياريف إلباز، المقرب كذلك من صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر.
إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت في ذلك الوقت تلك الصفقة، التي قوبلت بمعارضة قوية من مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، جون بولتون.
لكن ما يعزز إمكانية التوقيع على اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرباط هذه المرة هو أن ذلك سيحدث على الأرجح برعاية أمريكية مثلما حدث مع الإمارات.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات ودولة الاحتلال إلى اتفاق لتطبيع العلاقات وصفه بـ "التاريخي"، لتصبح الإمارات بذلك أول دولة خليجية والثالثة عربيا التي توقع اتفاق سلام مع تل أبيب، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.
الخبر من المصدر..