قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه لا ينبغي التقليل من أهمية اتفاقية التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات، معتبرة أن هذا الاتفاق يفتح أبواب الأمل أمام دولة الاحتلال لعقد اتفاقيات تطبيع مع دول عربية أخرى.
جاء هذا في افتتاحية الصحيفة المعروفة بهجومها الشديد في معظم الأحيان على سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أنه:"بعد 26 عاما على توقيع إسرائيل اتفاقية السلام مع الأردن، وأكثر من 40 عاما على اتفاقية السلام مع مصر، دولة عربية أخرى تنضم إلى صفوفهم، وهناك أمل أن تتبعهم دول أخرى".
وذكرت الصحيفة أن الإشارة إلى إمكانية تطبيع دول أخرى يمكن العثور عليها في ملاحظات جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها إن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بات "حتميا".
وأشارت الصحيفة إلى أن قطار التطبيع مع الدول العربية يمكن أن يصل في نهاية المطاف إلى محطة الفلسطينيين أنفسهم.
وتوقع خبراء ومحللون سياسيون أن يشجع اتفاق التطبيع، الذي توصلت إليه الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، جميع الدول العربية أو بعضها لإقامة علاقات ثنائية كاملة مع دولة الاحتلال.
فقال هشام قاسم الناشر والمحلل المصري إن الاتفاق قد يكون بداية لتوجه جديد ربما يقود إلى تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والكثير من الدول في الشرق الأوسط.
وأضاف: "ستكون هناك دول أخرى تحذو نفس الحذو، وفي نهاية المطاف سيكون هناك تطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية".
ومن جانبه، قال جورجيو كافيرو مدير معهد دراسات دول الخليج الذي مقره واشنطن إن البحرين والسودان تبدو أكثر الدول حرصا على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ولدى الاعلان عن الاتفاق في البيت الأبيض مساء الخميس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين إنه من المتوقع حدوث مزيد من الاختراقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
والإمارات هي أول دولة خليجية تطبع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة "صادمة"، جاءت في أعقاب مؤشرات تقارب في السنوات الأخيرة شملت استقبال فرق رياضية إسرائيلية والسماح لوزراء بالتحدث في مؤتمرات والتجول في الدولة الثرية بغرض السياحة.
لكن الإمارات لم تكن وحيدة في اتباع استراتيجية التقارب هذه، بل إنّ الغزل الدبلوماسي بين إسرائيل والخليج وصل إلى عُمان التي زارها فجأة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2018، والبحرين التي استقبلت صحفيين إسرائيليين العام الماضي.
وعن موقفها من الاتفاق، قالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
وأكدت السلطة الفلسطينية على "رفض ما قامت به دولة الإمارات باعتباره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل"، واعتبرت أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.
النص الأصلي