بعد 3 أيام من اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات تشاور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيًا اليوم الأحد، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكدًا له أن استئناف المفاوضات مع إسرائيل يبقى "أولوية" بهدف التوصل الى حل عادل.
وقال ماكرون عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": إن استئناف مفاوضات السلام ما زال يمثل أولوية للتوصل إلى حل عادل في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أنه تحدث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأضاف "أخبرته بعزمي على العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط".
اتصلت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعبرت له عن تصميمي على العمل للسلام في الشرق الأوسط. استئناف المفاوضات للوصول لحل عادل يحترم القانون الدولي يبقى الأولوية.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 16, 2020
من جانبه، رحب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بقرار إسرائيل "تعليق ضم أراض فلسطينية"، ما يتيح في رأيه "استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف إقامة دولتين في إطار القانون الدولي".
وفي سياق متصل، أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عباس أكد لماكرون أنه "ليس من حق الامارات أو أي دولة اخرى أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وفي حال اقدمت أي دولة عربية اخرى على خطوة مماثلة فسنتخذ الموقف نفسه الذي اتخذناه تجاه الامارات، فنحن لن نقبل بأن يتم استخدام القضية الفلسطينية كذريعة للتطبيع او أي سبب آخر".
وأضافت أن "الرئيس الفرنسي وجه دعوة للرئيس عباس لزيارة باريس، لاستكمال التشاور حول مجمل الاوضاع المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وقد أعرب (عباس) عن موافقته على هذه الدعوة، على أن يتم تحديد موعدها في وقت قريب".
والجمعة، رحب ماكرون بما اعتبره "قرارا شجاعا من الامارات العربية المتحدة"، آملا "أن يساهم في إرساء سلام عادل ودائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وأعلنت إسرائيل ودولة الإمارات الخميس الماضي إنهما ستطبعان العلاقات الدبلوماسية وتقيمان علاقة جديدة واسعة بموجب اتفاق ساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التوسط فيه.
ويمثل اتفاق الإمارات ثالث اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948. إذ كانت مصر قد وقعت أول اتفاق ثنائي مع إسرائيل عام 1979 ، تلتها الأردن عام 1994.وكذلك تعد الإمارات أول دولة خليجية عربية تقوم بذلك.
وتُطلق إسرائيل على هذه المُعاهدة اسم اتفاق إبراهيم أو اتفاقيات أڤراهام (بالعبرية)، نسبةً إلى النبي إبراهيم، باعتباره شخصيةً محوريةً في الأديان السماوية الثلاث الرئيسية في العالم، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
وعقب إعلان ترامب الاتفاق، أكد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضم، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أشار إلى أن تل أبيب "ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية".
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
تباينت ردودُ الفعل الدولية والعربية على اتفاق الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أميركية، حيث لقي الإعلان عن الاتفاق ترحيبًا دوليًا واسعًا باعتباره خطوة مهمة على طريق إرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط.
كما قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".