صحيفة ألمانية: «منافسة أمريكية شرسة» وراء اتفاق الإمارات و«إسرائيل»

الرئيس الإيراني حسن روحاني

"في المنافسة الشرسة التي تخوضها أمريكا مع الصين من جهة ومع روسيا وإيران من جهة أخرى، تعتبر إسرائيل والإمارات الحليفتين الأكثر موثوقية لواشنطن في الشرقين الأدنى والأوسط، ولذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".. جاءت الكلمات  في سياق تحليل للكاتب الألماني "راينر هيرمان" بصحيفة "فرانكفورتر الجماينه" الألمانية.

 

وعزا هيرمان، الكاتب والمحلل السياسي، استخدام الصين وروسيا حق النقض ضد المشروع الأمريكي في مجلس الأمن، الذي كان يستهدف تمديد حظر السلاح عن طهران، إلى أن الدولتين يريدان تغيير الوضع الراهن في الشرق الأوسط لمصلحتهما الخاصة.

 

واستطرد هيرمان: "انتصار دبلوماسي على واشنطن جعل القيادة الإيرانية تحتفل بهزيمة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي".

 

 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي إن الولايات المتحدة لم تكن في يوم من الأيام منعزلة إلى هذا الحد على مدى 75 عامًا من تاريخ الأمم المتحدة.

 

 وعلى الرغم من الضغط الأمريكي، أيدت دولة صغيرة واحدة فقط ، وهي جمهورية الدومينيكان، مشروع قرار إدارة ترامب بفرض حظر أسلحة غير محدود على إيران، بينما امتنعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى عن التصويت.

 

وتابع المقال: "حث السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، ماجد تاخت رافانتشي، الولايات المتحدة على التعلم من هذه الكارثة، واستنتج من نتيجة التصويت أن المحاولة الأمريكية في الأيام المقبلة للحصول على أغلبية في مجلس الأمن الدولي لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران من خلال تفعيل آلية "سناباك" سيكون مصيرها الفشل أيضًا".

 

وقبل تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جادلت إيران بأن تعددية العلاقات لم تعد تدافع عن واشنطن، بل عن الجمهورية الإسلامية، وفي وقت لاحق فسر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة التصويت بأنه رسالة تتضمن مفهوم "لا للأحادية"، وفقًا للصحيفة.

 

وأشاد السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، أيضا بالفيتو الروسي ضد مشروع القرار الأمريكي.

 

وأوضح الكاتب الألماني أن السلوك الروسي يظهر كيف بدت موسكو حازمة و بناءة تدعم القانون الدولي وترفض أي توجه أحادي.

 

وزعم جلالي أن هذا يربط موسكو بطهران، لأن إيران تحترم أيضًا القانون الدولي وتلتزم بالتعاون الدولي في مكافحة التهديدات العالمية، وهذا هو السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار.

 

وبالإضافة إلى موسكو، استخدمت بكين حق النقض ضد مشروع القرار الأمريكي، لذلك يمكن لإيران الاعتماد على روسيا والصين، بحسب الألماني هيرمان.

 وتابع: "وراء حجة الدول الثلاث بالدفاع عن التعددية، تختبيء استراتيجية عميقة  لتلك لبلدان لتغيير الوضع الراهن لمصلحتهم الخاصة".

 

واستدرك هيرمان: "تأتي في المقدمة موسكو وطهران، اللتان تتحديان الولايات المتحدة وتقاومانها، والمستفيد الرئيسي من هذا التطور هو جمهورية الصين الشعبية، التي تعمل من خلال مشروعها طويل الأجل "طريق الحرير" على سد الفجوات التي خلفها انسحاب أمريكا البطيء".

 

وأشار الكاتب في مقاله أن أحد المؤشرات على عمل روسيا والصين وإيران لمصلحة خاصة، هو خطاب تاخت رافانشي، سفير إيران في الأمم المتحدة، والذي دعا فيه إلى تغيير الوضع الراهن في الشرق الأوسط.

 

كما أكد رافانشي أن إيران تحتل المرتبة 57 في قائمة الدول المستوردة للأسلحة خلال السنوات العشر الماضية، بينما تحتل السعودية المرتبة الأولى منذ عام 2015، حيث تحصل على 73٪ من أسلحتها من الولايات المتحدة.

 

 بالإضافة إلى ذلك، يتمركز 50 ألف جندي أمريكي و 300 طائرة مقاتلة أمريكية في ست دول مجاورة لإيران، وتدير الولايات المتحدة 29 من القواعد العسكرية الأربعين للدول الغربية في الشرق الأدنى والأوسط، وفقًا لتاخت رافانتشي.

 

وفي ضوء ذلك، وفي ظل تنافس شرس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لأن إسرائيل والإمارات تعتبرا الحليفين الأكثر موثوقية لواشنطن في الشرقين الأدنى والأوسط.

رابط النص الأصل

 

مقالات متعلقة