في إطار مسلسل اكتمال التطبيع بين أبو ظبي ودولة الاحتلال، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، تسيير رحلات جوية إلى الإمارات عبر أجواء السعودية.
وقال نتنياهو في تغريدة له: "نعمل حالياً على السماح بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى دبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية".
وأضاف: "هذا سيغير وجه الاقتصاد الإسرائيلي، ونتوقع حجماً هائلاً من الاستثمارات والسياحة من الطرفين"، مشيراً إلى أن "الإماراتيين معنيون جداً بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل".
وفي ذات السياق تداول مغردون خرائط نشرها تطبيق "فلايت رادار 24" المعني بمتابعة حركة الطيران يظهر طائرة مدنية انطلقت من "تل أبيب" إلى دبي عبر الأجواء السعودية.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي".
يأتي إعلان اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما.
وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع "إسرائيل"، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.
وعقب الاتفاق الإماراتي - "الإسرائيلي" قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، الجمعة (14 أغسطس)، إن التطبيع بين الرياض و"تل أبيب" قادم لا محالة وإنه أمر حتمي.
والإمارات هي أول دولة خليجية تطبع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة "صادمة"، جاءت في أعقاب مؤشرات تقارب في السنوات الأخيرة شملت استقبال فرق رياضية إسرائيلية والسماح لوزراء بالتحدث في مؤتمرات والتجول في الدولة الثرية بغرض السياحة.
العلاقات الاستخباراتية كانت نقطة اتصال مبكرة بين الإمارات ودولة الاحتلال، ويعود تاريخها إلى سبعينيات القرن المنصرم، بحسب يوسي ميلمان، كاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، كان لكل رئيس في وكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، علاقة مع نظيره الإماراتي، ومع مغادرة مسؤولي المخابرات الإسرائيلية للخدمة، عمل الكثيرون منهم في شركات أمنية، وجدت طرقًا لبيع السلع والخدمات للإمارات، وإنشاء بعض العلاقات التجارية الأولى والأكثر أهمية بين البلدين، وتسارعت وتيرة هذه الاتصالات بعد توقيع إسرائيل والفلسطينيين على اتفاقيات أوسلو للسلام العام 1994.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العلاقات الأمنية كانت تتطور في السنوات الأولى، وقبل عقد من تأسيس جولد وزملائه الإسرائيليين موطئ قدم في الإمارات، بدأ جون ميدفيد، الرئيس التنفيذي لصندوق استثماري في القدس، السفر إلى الإمارات باستخدام جواز سفره الأمريكي.
وخلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، كان المسؤولون الإسرائيليون الذين يزورون واشنطن يعقدون اجتماعات سرية في غرفة الفندق مع السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بحسب دان شابيرو، الذي أصبح لاحقًا سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وعمل شابيرو في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس باراك أوباما، وقال إن البيت الأبيض في ذلك الوقت كان على اطلاع.
في أوائل العام 2010، توقفت الاتصالات عندما اتهمت الإمارات إسرائيل باغتيال محمود المبحوح، زعيم حركة حماس الفلسطينية في غرفة فندق بدبي، وقال شابيرو إن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان قطع معظم الاتصالات إلى أن اطمئن أن مثل هذا العملية، لن تحدث مرة أخرى، ووافقت إسرائيل على بيع تكنولوجيا أسلحة كانت تحجم عن تقديمها للإمارات.
وفي السنوات الأخيرة، كان الإسرائيليون ضيوفًا علنًا في بعض أكثر التجمعات العامة في الإمارات، لكن قبل عشر سنوات، كان أي إسرائيلي يشارك في مؤتمر مقام بأبوظبي، يظهر عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ولا يمكنه الحضور، ولكن في العام الماضي، تحدث مستثمر إسرائيلي من المنصة في مؤتمر أقيم برعاية صندوق الثروة السيادية الإماراتي في أبو ظبي.
كذلك تمت دعوة إسرائيل لأول مرة لبناء جناح في معرض إكسبو 2020 في دبي، وهو احتفال تجاري رفيع المستوى يجذب مسؤولي التجارة والصناعة من جميع أنحاء العالم.
وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.