اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن هجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة، وتفشي وباء كورونا، لعبوا دورا في التوصل لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
وقالت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن: اتفاق التطبيع الذي أدهش العالم يوم الخميس هو ثمرة 20 عاما تقريبا من العلاقات السرية بين القوتين الصغيرتين في الشرق الأوسط، ويمكن أن يعود الأمر في نهاية المطاف إلى هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأوضحت المجلة أنه نظرا لأن الخاطفين السعوديين استخدموا دبي كنقطة أساسية لتحويل الأموال، سارع الإماراتيون باللجوء إلى الإسرائيليين لتطوير برمجيات الأمن السبراني التي ساعدت الإمارات في إنقاذ وإعادة بناء مصداقيتها كمركز مالي رئيسي في الشرق الأوسط.
واختطف منفذو هجمات 11 سبتمبر، طائرات ركاب واصطدموا بها في مباني حيوية في الولايات المتحدة.
ونقلت المجلة عن غانم نسيبه مؤسس شركة كورنر ستون جلوبال والمستشار المخضرم لشركات في المنطقة:" هجمات 11 سبتمبر كانت دعوة قوية للاستيقاظ، حيث كشفت أن الإمارات بحاجة إلى أفضل التكنولوجيا، وهذا أعطى فرصة للإسرائيليين".
ورأت الصحيفة أن هذه التعامل مع إسرائيل، أعطى دبي الفرصة كي تعزز بشكل أكبر وضعها كمركز عالمي للتجارة، يحتفظ الآن بروابط أكبر مع الشركات والبنوك الإسرائيلية.
واعتبرت الصحيفة، أن العلاقات بين البلدين، هي وليدة الضرورة، لتزدهر التعاملات بين الجانبين بشكل غير عادي في العلاقات الخارجية.
وعلى مدار العقدين الماضيين، انتقلت العلاقات التجارية بين البلدين من مراقبة الحاسب الألي وأمن المطار إلى الشحن، وتحلية المياه والتكنولوجيا الزراعية، والعقارات والسياحة.
أبرز مجالات التعاون خلال الأشهر الأخيرة، بحسب المجلة، كان اهتمام الإمارات بالوصول إلى الأبحاث الإسرائيلية المتعلقة بالتوصل للقاح وعلاج لكوفيد 19.
وقبل أيام، وقعت شركات إسرائيلية وإماراتية اتفاقية، لتطوير حلول تكنولوجية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد.
وفي يونيو الماضي، أعلنت الإمارات رسميا إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة كورونا. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن أبوظبي زودت إسرائيل بما يـقرب من 100 ألف جهاز فحص للفيروس.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في مؤتمر صحفي الخميس عن توصل دولتي الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق برعاية أمريكية لتطبيع العلاقات بينهما وتبادل السفراء.
وفي أعقاب الإعلان عن الاتفاق، قالت السلطة الفلسطينية إن الاتفاق ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
واعتبرت السلطة أن "ما قامت به دولة الإمارات خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مؤكدة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.
النص الأصلي