مع قرب انتهاء تجارب المرحلة الثالثة والأخيرة لعدة لقاحات لمواجهة فيروس كورونا، والاستعداد لإنتاجها على نطاق واسع، تصاعدت المخاوف من احتكار الدول الغنية للقاحات المرتقبة وحرمان الدول النامية منها، وهو ما دفع بابا الفاتيكان للتحذير من خطورة تلك الخطوة، داعيًا إلى العمل من أجل صالح البشرية.
وقال البابا فرنسيس، خلال عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء، إنَّ الدول الغنية يجب ألا تكتنز لنفسها أي لقاح يتم إنتاجه لفيروس كورونا، وعليها أن تقدم مساعدات الإنقاذ للشركات الملتزمة بحماية البيئة، والتي تساعد الناس الأشد احتياجًا وتعمل من أجل "الصالح العام".
واعتبر البابا أنه "سيكون من المحزن إعطاء الأولوية للأثرياء فيما يتعلق بلقاح كوفيد-19. سيكون من المحزن لو أصبح اللقاح ملكًا لهذه الدولة أو تلك، ولم يصبح متاحًا للجميع في العالم".
وأضاف: فرنسيس "الجائحة أزمة.. ولا يخرج المرء من الأزمة ليعود لسابق عهده"، معتبرا أنه "إما أن نخرج أفضل مما كنا عليه، أو نخرج أسوأ مما كنا. علينا أن نخرج ونحن في وضع أفضل لمعالجة الظلم الاجتماعي وتدهور البيئة".
كما أشار بابا الفاتيكان إلى أنه سيكون "من المشين" لو وزعت الحكومات أموال الإنقاذ المتعلقة بالجائحة على صناعات مختارة. وقال إن معايير حصول الشركات على المساعدات العامة يجب أن تكون ما إذا كانت هذه الشركات "تساهم في دمج المهمشين، ومساعدة الأكثر احتياجا، والعمل للصالح العام، والحفاظ على البيئة".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس الثلاثاء إن قيام أي دولة بتخزين اللقاحات المحتملة مع استبعاد الآخرين سيزيد الجائحة سوءا.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الذي كان قد حذر من "القومية" في توزيع اللقاح، الدول بالانضمام لاتفاقية عالمية بحلول نهاية مهلة في 31 أغسطس لتبادل اللقاحات المأمولة مع الدول النامية.
وهناك أكثر من 150 لقاحا قيد التطوير، وحوالي 24 لقاحا في مرحلة الدراسة على البشر وعدد قليل في المراحل النهائية من التجارب. ووقعت الحكومة اتفاقات مع شركات الدواء لضمان الحصول على لقاحات مرشحة مختلفة. والهدف هو إنتاج لقاحات تستطيع القضاء على الجائحة من خلال حماية مليارات البشر من العدوى أو المرض الشديد.
وفي 22 يوليو الماضي، قالت شركتا فايزر للدواء وبايو.إن.تك الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، إنهما ستحصلان على 1.95 مليار دولار من الحكومة الأمريكية لإنتاج وتسليم 100 مليون جرعة من لقاحهما المقترح لمرض كوفيد-19.
وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الدفاع إن الاتفاق يسمح للحكومة الأمريكية بالحصول على 500 مليون جرعة إضافية. ووافقت إدارة الرئيس دونالد ترامب على إنفاق مليارات الدولارات لتطوير وشراء لقاح محتمل. وأطلقت الحكومة "عملية الإنجاز السريع" وهو برنامج مشترك بين الوزارتين لتسريع تصنيع اللقاحات والأدوية ووسائل تشخيص الإصابة بفيروس كورونا.
يأتي ذلك فيما أعلن المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي بمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن انتشار فيروس كورونا يقوده بشكل متزايد أشخاص أعمارهم بين العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات ولا يدرك كثيرون أنهم أصيبوا بالعدوى.
وقال تاكيشي كاساي في إفادة عبر الإنترنت "هذا يزيد من مخاطر التداعيات على الفئات الأكثر ضعفا: كبار السن والمرضى الذين يتلقون رعاية طويلة الأمد والذين يعيشون في مناطق مكتظة بالسكان ومناطق محرومة".
وتم الإعلان عن أكثر من 21.9 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم و772647 وفاة، وفقا لإحصاءات رويترز.