منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توقيع اتفاقية سلام بين أبو ظبي وتل أبيب، تواردت أنباء كثيرة عن اسم الدولة الخليجية التي ستحذو حذو الإمارات، خصوصا بعد تأكيد جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، بأنه "سيتم الإعلان قريبا عن اتفاقيات سلام بين "إسرائيل" ودول عربية أخرى"، وهو الأمر الذي أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا، ولكن دون تحديد أسماء هذه الدول.
وبرز اسم البحرين، كإحدى الدول المرشحة لتوقيع معاهدة تطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد جارتها الإمارات، بحسب تقارير إعلامية "إسرائيلية"، خصوصا لكونها من أوائل الدول التي هنأت الإمارات بالاتفاقية.
وأكدت مصادر إسرائيلية وعربية أن كوشنر، سيزور البحرين خلال الأيام المقبلة لإقناعها بالتطبيع مع "إسرائيل"، وذلك بعد الخطوة الإماراتية.
ونقل موقع "Axios" الأمريكي عن مصادر إسرائيلية وعربية، مساء السبت، أن كوشنر سيقوم في الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل، بجولة في الشرق الأوسط، تشمل السعودية، والبحرين، برفقة مبعوث البيت الأبيض إلى المفاوضات الدولية، آفي بيركوفيتز.
وأوضحت المصادر أن الزيارة ستبدأ بمدينة القدس المحتلة، ومن ثم الإمارات بهدف تفقد سير تطبيق اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة.
وبينت المصادر أن كوشنر سيستغل المحادثات التي سيجريها مع بعض الزعماء في المنطقة، لحث مزيد من الدول الخليجية على أن تحذو حذو الإمارات وتمضي قدماً نحو التطبيع الكامل للعلاقات مع "إسرائيل".
وأشار موقع "Axios" إلى أن الوفد الأمريكي، الذي يُتوقع أن يضم أيضاً مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، والمبعوث الخاص للخارجية الأمريكية المعني بشؤون إيران براين هوك، سيزور كذلك كلاً من السعودية والبحرين.
بدوره، كشف المعلق السياسي لموقع "وللا" الإسرائيلي، باراك رفيد، أن الوفد الأمريكي سيلتقي خلال الجولة، كلاً من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل وزير الحرب بني جانتس، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وعن هذه التسريبات التي تضع البحرين على رأس قائمة الدول التي ستوقع اتفاق تطبيع قريبا، قال النائب في البرلمان البحريني، علي النعيمي، في تصريحات صحفية، إن "المنامة تملك القاعدة لتوقيع الاتفاقية، نظرا لرؤية المنامة المتقدمة في العلاقات الإنسانية"، بحسب قوله.
وأضاف النعيمي: "البحرين تملك مبادرات متعددة منها احتضان المؤتمرات الداعية إلى العيش المشترك بين جميع الأمم والشعوب ومختلف المذاهب والأديان".
وأشار النائب البحريني، إلى أن بلاده واحة للسلام والتعايش المشترك لكافة الأديان السماوية، وعاصمة لاحتضان الأديان على المستوى القيادي والتشريعي والقانوني، لافتا إلى أن البحرين تمثل "قاعدة للعلاقات بين الأديان والثقافات المتعددة بما يخدم البشرية جمعاء، في إطار من التعددية الفكرية والثقافية".
ووصف النعيمي، وهو نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب البحريني، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بالتاريخي، مؤكدا أن هذا الاتفاق من شانه أن يعزز استقرار منطقة الشرق الأوسط، ويساهم في "بناء أسس ونظريات جديدة للعلاقات الدولية لما تقتضيه مصالح المنطقة".
واعتبر النعيمي أن الاتفاق بمثابة إعادة مركزية القضية الفلسطينية، ودفع جهود السلام وفتح آفاق الوئام في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن العلاقات الدولية بطبيعتها الديناميكية بين دول العالم هي من الصلاحيات السيادية للقيادة السياسية كيفما تراها متوافقة مع رؤاها ومصالحها في المنطقة، مشيرا إلى أن الكثير من الاتفاقيات والنزاعات بين الدول في العالم، تم حلها من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وتابع: "هذا الاتفاق يعد واحد من أفضل حلول العصر لحل النزاع الدائم حول القضية الفلسطينية، كونه شمل وقف ضم الأراضي الفلسطينية، إلى جانب ضمان حرية المقدسات بعد عقود من الصراع والنزاع".
وقال النعيمي: "نحن الآن على أبواب حل شامل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
في الغضون، قال الحاخام اليهودي مارك شنير، المستشار الخاص لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إنه يتوقع ان تقوم دولة خليجية أخرى بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مع نهاية عام 2020، في إشارة إلى البحرين.
وزعم شنير في تعليقات نقلتها صحف أمريكية أن اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل سيكون لها " تاثير الدومينو" في المنطقة حيث ستنضم دول أخرى من الخليج إلى الاتفاق.
وأكد الحاخام أنه لا يستطيع التفكير في أي دولة أو في أي زعيم خليجي آخر أكثر استعداداً للتطبيع أكثر من ملك البحرين.
وكشف شنير أن ملك البحرين كان يتحدث دائماً عن رغبته في تكوين علاقات مع إسرائيل، مشيرأ إلى أنه هو الذي قاد الجهود في مجلس التعاون الخليجي لتشريع حزب الله كمنظمة إرهابية.
وفي 13 أغسطس الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي".
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين الطرفين.
وبذلك تكون الإمارات الدولةَ العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع "إسرائيل"، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.
وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.