منذ أن أعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة عن تطبيع العلاقات بينهما، تباينت المشاعر تجاه محمد بن زايد، فهو بالنسبة لكثير من العرب والمسلمين خائن للقضية الفلسطينية، لكن العالم الغربي يشيد به ويشبهه بالزعيم الراحل أنور السادات.
صورة إرشيفية: الشيخ زايد والسادات
جاء هذا في تقرير أوردته صحيفة دير شتاندرد النمساوية.
وأضافت الصحيفة أن هناك أوجه تشابه بين بن زايد والسادات، أبرزها عدم اكتراث الزعيمين بردود الفعل الحادة من العالم العربي المعادي لإسرائيل، ففي حين تجاهل ولي عهد أبو ظبي سخط العرب والمسلمين ضده جراء إعلانه التطبيع مع إسرائيل، غادر أيضًا الرئيس المصري الراحل الجبهة العربية القاسية ضد إسرائيل آنذاك في عام 1977، بعد أربع سنوات فقط من حرب أكتوبر 1973، وسافر إلى القدس لإلقاء كلمة في الكنيست، وفي عام 1979 عقدت إسرائيل ومصر اتفافية السلام.
لكن وجه الاختلاف هنا، هو أن اتفاقية السادات أودت بحياة الزعيم المصري في عام 1981 على أيدي متطرفين، بيد أنه في حالة بن زايد، يمكن الافتراض أن أجهزة المخابرات الإماراتية أكثر فاعلية بكثير من تلك التي كانت موجودة في مصر في السبعينيات، وبالتالي من الصعب أن يلقى ولي عهد أبو ظبي نفس مصير السادات، بحسب الصحيفة.
واستطردت: "إذا كنا بصدد إيجاد أوجه تشابه أخرى ، فيمكن القول إن كلا الزعيمين اتخذا خطوة مفتوحة تجاه إسرائيل في نفس العمر، حيث أبرم الآن الاتفاقية محمد بن زايد في عمر 59 عامًا، وهو نفس العمر الذي كان عليه السادات عندما توجه لإسرائيل عام 1977".
وزادت الصحيفة قائلة: "تحتفل الإمارات في عهد بن زايد بالذكرى الخمسين لتأسيسها تحت شعار إعادة تنظيم استراتيجي كامل، وهذا ما حدث في مصر أيضًا في عهد السادات، والذي تخلص آنذاك من دائرة النفوذ السوفيتي بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل في نهاية السبعينيات وأصبح أحد أهم ركائز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".
وبالنسبة لولي عهد أبوظبي ونائب قائد القوات المسلحة الإماراتية البالغ من العمر 59 عامًا، فإن الصراع العربي الإسرائيلي هو عبء ثقيل حول عنقه يجب التغلب عليه لتطور منطقة الشرق الأوسط، وفقًا للتقرير.
وأشاد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بولي عهد أبو ظبي ووصفه بأنه زعيم "شجاع وحكيم" عندما دعاه إلى إسرائيل.
وتابع التقرير: "جعل محمد بن زايد الإمارات على ما هي عليه اليوم، وتحت قيادته ، أصبحت الدولة النائمة، باستثناء مدينة دبي التجارية ، أعلى وزنًا بكثير، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضًا في القرن الأفريقي وشمال إفريقيا،على سبيل المثال في ليبيا والسودان".
ومنذ فترة طويلة، تم تصنيف محمد بن زايد كواحد من "أهم السياسيين العرب.
الربيع العربي أيقظ بن زايد
واصلت الصحيفة: "منذ أن تولى بن زايد الحكم، تغيرت السياسة الخارجية والأمنية لدولة الإمارات العربية المتحدة تمامًا، ويُنظر إليه أيضًا على أنه القوة الدافعة وراء الاتجاه الذي اتخذته جارتها السعودية في عهد ولي عهدها محمد بن سلمان، وكان الربيع العربي لعام 2011 بالنسبة له نداء اليقظة، والذي اندلع من وجهة نظره بسبب الإسلاميين الجمهوريين الثوريين و الإخوان المسلمين، واقتداءًا بتركيا وتحت رعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
ووفقًا لرؤية بن زايد، يجب على المنطقة أن تحرر نفسها من قيود الصراع الإسرائيلي العربي من أجل التطور، و أيضًا من أجل التمكن من مواجهة المنافسين الإسلاميين العدوانيين مثل إيران أو تركيا.
ويلعب التسلح أيضًا دورًا هامًا بالنسبة له، ولذا يطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن بيعه مقاتلات F-35، وهذا يزعج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يريد في الواقع وقوع المقاتلات الأكثر حداثة في العالم ، F-35 ، في الأيادي العربية.
وأردف التقرير أن سياسة التقارب التي ينتهجها بن زايد مع إسرائيل تختلف عن التي انتهجها السادات، فالأمر مختلفًا تمامًا عن مصر عام 1979، حيث كان يتعلق الأمر آنذاك بإنهاء حالة حرب حقيقية، وظلت العلاقة بين الشعبين عدائية خاصة من الجانب المصري، وكذلك كان الحال مع اتفاق السلام الإسرائيلي مع الأردن، والذي استقبله معظم الأردنيين ببرود شديد بما في ذلك العديد من الأشخاص من أصل فلسطيني
رابط النص الأصلي