خبير ألماني: تطبيع علني وفي الخفاء.. هذه الدول ستلحق بـ «الإمارات»

الفلسطينيون غاضبون من اتفاق الإمارات وإسرائيل

اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل تجعل الخلافات بين المعسكرين المتحاربين في الشرق الأوسط تزداد عمقا، وقد تؤدي إلى تصعيد جديد في سوريا، حيث ستشن إسرائيل بانتظام ضربات جوية ضد الوحدات الإيرانية المتواجدة هناك، ولأن الرئيس السوري بشار الأسد شريك وثيق لإيران، يمكن أن تصبح سوريا ساحة لصراع القوى بين تحالف الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل وإيران.

 

جاءت الكلمات السابقة في مقابلة أجرتها صحيفة تاجشبيجل الألمانية مع  كارلو ماسالا، أستاذ جامعة بوندسفير في ميونيخ، والذي رأى الاتفاقية بمثابة نقطة تحول مثل معاهدة "كامب ديفيد"، التي حققت التقارب بين مصر وإسرائيل.

 

كارلو ماسالا، أستاذ جامعة بوندسفير في ميونيخ

 

وأضاف ماسالا أن منطقة الأزمات "الشرق الأوسط" قد تعيد تنظيم نفسها بالكامل من وجهة نظر جيوسياسية وجيوستراتيجية بعد الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة على إقامة علاقات دبلوماسية.

 

ورأى الخبير الألماني أن تحالفًا ضد إيران آخذ في الظهور في المنطقة، ويتكون على أساس شعار"عدو عدوي صديقي"، مشيرًا إلى أن الخلاف مع طهران الآن هو القضية المركزية الجديدة في الشرق الأوسط، وليس الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وحتى لو لم تبرم السعودية اتفاقها الخاص مع إسرائيل، فإن المملكة شريكة إلى حد كبير في هذا التحالف المناهض لطهران، على حد قوله.

 

وصنف الخبير الألماني وضع الدول العربية مع إسرائيل كالتالي:

 

دول متحالفة مع إسرائيل في الخفاء  

بحسب ماسالا، كان بنيامين نتنياهو يناضل منذ سنوات من أجل هذا التحالف، لأن رئيس حكومة إسرائيل متأكد من أن دولًا إسلامية الأخرى ستحذو حذو الإمارات مثل:

 

السودان:  

يوم الثلاثاء الماضي، تفوه المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بكلمات مرحبة بالاتفاقية، في إشارة إلى أن بلاده تتطلع إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

 وبرغم إقالة المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية من منصبه بعد تصريحاته، إلا أن تقارب السودان وإسرائيل لم يكن سراً بعد لقاء نتنياهو في فبراير بالحاكم الفعلي للسودان، وإعلانه عن رغبته في التعاون في المستقبل، وفقًا للصحيفة.

 

وأضاف ماسالا أن إسرائيل مهتمة جداً بتعجيز إيران عن إيصال الأسلحة إلى حزب الله اللبناني وحركة حماس الحاكمة في قطاع غزة عبر السودان، ولذا يغري نتنياهو الدولة الإفريقية بالعمل على إنهاء العقوبات الأمريكية.

 

السعودية:  

 لفت أستاذ جامعة بوندسفير في ميونيخ أن إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على الرياض في معركتها ضد طهران، كون المملكة هي العدو اللدود للملالي، ولذا يتشبث نتنياهو بفكرة أن النظام الملكي المحافظ للغاية سيعلن في وقت ما تطبيعه رسميًا.

 

وعزا ماسالا تردد الرياض في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل رسمي إلى أن العائلة المالكة  تعتبر نفسها وصية على المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، ولذا تتصرف بحذر، فهم يعلمون جيدًا أن الاعتراف الرسمي بإسرائيل يمكن أن يؤدي إلى بعض الاضطرابات.

 

وأشار إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حدد الاتجاه قبل عامين، حين منح الإسرائيليين الحق في حياة سلمية في بلدهم، وهذا يوافق ما قاله ممثل رفيع المستوى عن وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس: "هناك قائمة لطيفة بالدول المهمة، لكن لا يمكننا أن نتحدث عنها علنًا".

 

دول مرشحة للتطبيع العلني مع إسرائيل   البحرين:  

 الحليف الوثيق للسعودية والإمارات، واحدة من الدول العربية التي قد توقع قريباً معاهدة مع الدولة اليهودية، حيث رحبت قيادة الدويلة الواقعة على جزيرة في الخليج العربي بخطوة اتفاق الإسرائيليين والإماراتيين.

 

عمان:  

 هي أيضا مرشحة باعتبارها حليفا لإسرائيل، حيث تتواصل جارة الإمارات بالقدس منذ سنوات، وقد زارها نتنياهو قبل عامين، وفي الوقت نفسه، تحاول حكومة مسقط الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران.

 

وعيّن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، هذا الأسبوع وزير خارجية جديد، وهو بدر البوسعيدي، وربما تكون هذه إشارة على خروج عمان عن الحياد السابق بين دول الخليج العربية وطهران، وفق الخبير الألماني.

 

قطر:  

الإمارة الخليجية ليست معادية لإسرائيل أيضًا، وتتمتع الحكومة في الدوحة بعلاقات جيدة بشكل غير رسمي مع الدولة اليهودية، وبموافقة إسرائيل، تزود الإمارة قطاع غزة  الذي تحكمه حركة حماس، بأموال لتوليد الكهرباء ورواتب موظفي الخدمة المدنية من أجل تهدئة الوضع هناك، لذلك، تعتبر قطر مرشحة لتطبيع العلاقات رسميًا مع إسرائيل.

 

الخاسرون من الاتفاق   الفلسطينيون:  

أضعف الاتفاق الجديد الفلسطينيين بشدة، لأن دول الخليج قد تخلت رسمياً عن مبدأ جعل الاعتراف بإسرائيل مرهوناً بتنازلات للفلسطينيين، وبهذا يفقد الفلسطينيون نفوذاً مهماً، كما أن نتنياهو يرى أن السلام يأتي من القوة.

 

تركيا:  

سيكون الاتفاق أيضًا مقلقًا لتركيا، فباستثناء قطر، لا يوجد لأنقرة شريك في الشرق الأوسط، كما أن إسرائيل والإمارات والسعودية متحدون ليس فقط بسبب عدائهم لإيران، ولكن أيضًا بسبب كرههم لتركيا.

 

يشار إلى أن الخبير الألماني كارلو ماسالا، هو أستاذ في السياسة الدولية في جامعة بونديسفير بميونخ، ومحاضر في جامعة ميونيخ ، وكذلك محاضر وعضو في مجلس الشيوخ بكلية العلوم السياسية بميونخ

 

رابط النص الأصلي

 

مقالات متعلقة