يعود المصلون يوم الجمعة المقبل لأداء صلاة الجمعة في المساجد، بعدما حرموا من ذلك لعدة شهور، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، لكن العودة ستكون مشروطة بعدة ضوابط وضعتها وزارة الأوقاف، لضمان سلامة المصلين، وعدم تفشي الفيروس بينهم.
ووضع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مجموعة من الأحكام الشرعية، التي تهم المسلم وتجيب على ما قد يدور في ذهنه من تساؤلات وما ينتابه من خوف أو قلق، بسبب أداء صلاة الجمعة في المسجد مع استمرار تسجيل المزيد من الإصابات بالفيروس.
وقد جاءت تلك الأحكام على النحو الآتي:
(1) لا تجب صلاة الجمعة على النِّساء ولا غير البالغين (الأطفال الصِّغار)، والأَولَى عدم ذهابهم للمساجد؛ وتؤدِّي النِّساء ومَن يُميِّز من الأطفال الظُّهر في البيت (أربع ركعات) جماعة أو انفرادًا.
(2) إذا كنت تعاني من مرض في الكبد، أو الكُلَى، أو القلب، أو الصَّدر، أو تعاني من مرض مناعي، أو تعاني من الانفلونزا، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو السُّعال، وضيق التَّنفس، والتهاب الحلق؛ فلا تذهب لصلاة الجمعة في المسجد، وصَلِّها في بيتك ظهرًا (أربع ركعات).
(3) نزول المُسلم من بيته لأداء صلاة الجمعة متوضِّئًا ليس إجراءً وقائيًّا من كورونا فحسب؛ بل هو طاعة عظيمة، وفعل رغب فيه سيدنا رسول الله ﷺ إذ يقول: «مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً».
(4) اصطحِبْ معك إلى المسجد سجادتك الخاصّة، وصلّ عليها.
(5) يجوز لك شهود الجُمُعة مرتديًا غطاء الأنف والفم (الكمامة)، ويجوز لك أن تصلي الجمعة على هذه الحال بلا كراهة.
(6) تباعد المُصلّين وقت سماعهم الخطبة وفي صلاة الجمعة جائز، والصلاة صحيحة، ما دام أنَّه إجراء احترازي لمنع تفشي الإصابة بفيروس كورونا، غير أن تسوية صفوف المصلين من هذا التباعد مطلوبة على كل حال.
(7) يجوز تعقيم المساجد بمواد كُحوليّة قبل الصَّلاة أو بعدها، وتصحُّ صلاة المُصلِّى وعلى بدنه أو ثوبه أو مكان صلاته مَواد كُحوليِّة مُطَهِّرة؛ إذ الأصل في الأعيان الطَّهارة ما لم يدل دليلٌ على نجاستها.
(8) تُستحب المحافظة على التَّهوية الجيّدة للمساجد قبل صلاة الجُمعة، وأثناءها، وبعد الفراغ منها.
(9) يُستحبُّ لأئمّة المساجد الفضلاء أن يُقَصِّرُوا مدة خطبتهم قدر الاستطاعة، وأن يُخفِّفوا صلاتهم، وأن يبثُّوا في النَّاس اليقين في الله سبحانه، والإيجابيَّة حين مُواجهة التَّحديات، وضرورة تحمُّل المسئولية الفرديَّة والجماعيَّة، واتباع إرشادات أهل التَّخصُّص من المسئولين والأطبَّاء.
(10) أداء صلوات النوافل في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، (ويكون ذلك آكد في زمان كورونا)؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ».
وتعود صلاة الجمعة للمساجد، بشروط وإجراءات اتخذتها وزارة الأوقاف، اعتبارًا من الجمعة المقبلة، تضمنت الالتزام بمراعاة التباعد وارتداء الكمامة وإحضار «المصلية» الشخصية، وفتح المساجد قبل الصلاة بـ10 دقائق فقط، وإغلاقها فور انتهاء الصلاة، والاقتصار على الأماكن المتاحة وفق تحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي فقط، وتكون خطبة الجمعة في حدود عشر دقائق
.
كما تضمنت الضوابط عدم فتح دورات المياه، أو دور المناسبات، أو زيارة الأضرحة، وعدم السماح بأى مناسبات اجتماعية من أفراح أو عزاء أو نحوه، وعدم السماح بصلاة الجنائز بالمسجد.
واشتملت الإجراءات على فتح المساجد الكبرى والجامعة بشرط وجود إمام أو خطيب معتمد من الأوقاف، ومصرح له بالخطابة، وعمال معينين على المسجد أو مسكنين عليه ومسؤولين مسؤولية تضامنية مع إمام المسجد أو الخطيب ومفتش المنطقة ومدير الإدارة وقيادات المديرية عن تنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية.
ووجه محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، جميع المديريات بالقيام بحملة نظافة وتعقيم واسعة، تنطلق من الاثنين إلى الخميس المقبل، مع استكمال وضع علامات التباعد بكامل مساحة المساجد التي تقام بها صلاة الجمعة، إذا كانت علامات التباعد التي سبق وضعها لا تغطي كامل مساحة المسجد.
كذلك وضع علامات التباعد بساحة المسجد، إن كانت له ساحة داخل سور المسجد، مشددا على حضور جميع العاملين بالمساجد من أئمة وعمال واجتهادهم في الاستعداد لعودة صلاة الجمعة.
وفى حالة حدوث أي مخالفة من المقرر اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة تجاه المخالف أو المخالفين مع عدم إقامة الجمعة في المسجد الذي تحدث فيه المخالفة مرة أخرى.