لأول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، تقلع طائرة رسمية من "إسرائيل" إلى الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين، في رحلة مباشرة تقل على متنها وفدين إسرائيلي وأمريكي.
وبحسب قناة inews24 سيكون على متن الطائرة الإسرائيلية التابعة لشركة "العال"، والتي ستمر فوق الأجواء السعودية، وفد إسرائيلي يتقدمه رئيس مجلس الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين ومستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنير.
وتستغرق زيارة الوفد الإسرائيلي بمرافقة الوفد الأمريكي إلى أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم وغدا، وستشمل اجتماعات لفرق عمل مشتركة تتناول مواضيع متنوعة، تمهيدا لتوقيع اتفاقيات التعاون في المجالين المدني والاقتصادي.
وسيعقد خلال هذه الزيارة، اجتماع ثلاثي في أبو ظبي لرؤساء الوفود: رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جارد كوشنير ومستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ طحنون بن زايد. كما يعقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في أبوظبي اجتماعات مع مسؤولين كبار في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يشار إلى أن هذه هي الرحلة الأولى لشركة طيران إسرائيلية مباشرة من "إسرائيل" إلى الإمارات العربية المتحدة. وبهبوط الوفد الإسرائيلي في أبو ظبي يقام حفل استقبال رسمي في المطار بمشاركة الوفود.
يذكر أن المملكة العربية السعودية سمحت للطائرة الإسرائيلية التحليق فوق أجوائها في رحلتها من "إسرائيل" إلى الإمارات، على الرغم من عدم وجود أي علاقات رسمية بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل". وقد وافق السعوديون على السماح بمرور الطائرة الإسرائيلية لوجود شخصيات أمريكية بارزة على متنها.
وأمس الأحد، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إطلاق أول رحلة تجارية بين "إسرائيل" والإمارات، الاثنين، وذلك بعد أقل من شهر على تطبيع العلاقات بشكل كامل مع أبوظبي، مبيناً أن الرحلة ستنقل وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى إلى الإمارات.
وكانت شركة "العال" الإسرائيلية للطيران،قد رسمت كلمة "سلام" بـ3 لغات هي العبرية والإنجليزية والعربية على الطائرة التي ستنفذ أول رحلة تجارية مباشرة من "إسرائيل" إلى الإمارات.
ونشرت الشركة على حسابها في موقع "تويتر" صورتين لطائرة من طراز بوينج "737-900" كتب عليها "سلام" باللغات الثلاث.
وعلقت على الصورتين: "العال تخلق تاريخاً جديداً. ستنفذ الشركة أول رحلة من إسرائيل إلى أبوظبي في الإمارات، وسيتوجه صباح يوم غد أعضاء الوفدين الإسرائيلي والأمريكي من مطار بن جوريون إلى أبوظبي لإجراء محادثات تهدف إلى دعم اتفاق السلام وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات".
بدوره قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر": "كلمة من أربع حروف تجعل العالم متفائلاً، هي كلمة سلام.. ها هي الكلمة التي خطت بأنامل الحب والأمل وبلغات ثلاث، لتجمع بيننا الحب والمودة. طائرة الخطوط الجوية الإسرائيلية ستقلع غداً من إسرائيل إلى الإمارات في رحلة جوية مباشرة أولى من نوعها بين البلدين".
وفي 13 أغسطس الجاري، أعلنت "إسرائيل" والإمارات التوصل إلى اتفاق للتطبيع الكامل بينهما برعاية أمريكية، وقوبل الاتفاق الأخير برفض شعبي كبير، خاصة من جهة الفلسطينيين، الذين اعتبروه طعنة في ظهر الأمة، ومساعدة لدولة الاحتلال على التنكر لحقوق الفلسطينيين التاريخية.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، في حين قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة.
وبذلك باتت الإمارات أول دولة خليجية تبرم معاهدة سلام مع الدولة العبرية، لكنها الثالثة عربياً بعد اتفاقية مصر عام 1979، والأردن عام 1994.
وأبدى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون ثقة كبيرة في إقدام دول عربية أخرى على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، فيما تشير تقارير صحفية غربية إلى أن البحرين ستكون الدولة التالية التي تقدم على الخطوة ذاتها.
وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.