يبدو أن صفقة بيع تطبيق الفيديوهات الشهير "تيك توك"، المملوك لشركة صينية، إلى شركات أمريكية عدة تتنافس للفوز بالتطبيق الأكثر رواجا في الأشهر الأخيرة، مهددة بالفشل؛ بعدما أعلنت الصين عن قواعد جديدة تقيد بيع وتصدير التكنولوجيا الصينية.
وقامت وزارة التجارة الصينية، بتوسيع قائمة التقنيات الخاضعة لضوابط التصدير لتشمل قواعد جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، حيث تم تقييد تصدير التكنولوجيا القائمة على تحليل البيانات لخدمات توصية المعلومات الشخصية، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى وهو ما يشمل تطبيق "تيك توك"، وفقًا لصحيفة "Financial Times".
وكشف مراقبون لمفاوضات صفقة بيع تطبيق "تيك توك" للشركات الأمريكية بأن قرار الحكومة الصينية سيعرقل خطط شركة بايت دانس الصينية، للتوصل إلى اتفاق مبدئي، موضحين أن المفاوضات ربما تستغرق وقتًا أطول من الوقت المقرر للصفقة.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه تقارير أن شركة وول مارت الأمريكية للبيع بالتجزئة دخلت المرحلة النهائية في التفاوض مع تطبيق تيك توك إلى جانب شركات مايكروسوفت، وشركة أوراكل، وذلك قبل حظر التطبيق في الولايات المتحدة من قبل الحكومة الأمريكية.
وقالت شركة وول مارت في بيان لها إنها واثقة من أن انضمامها إلى الصفقة لجانب مايكروسوفت سيرضي مستخدمي "تيك توك" في الولايات المتحدة والحكومة الأمريكية معا؛ في حين لم تعلق مايكروسوفت على الأمر.
وسيتيح الاستحواذ على تطبيق تيك توك، الذي يفخر بوجود 100 مليون مستخدم أمريكي له، فرصة نادرة لكي تصبح مايكروسوفت منافسا كبيرا لعمالقة التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وسناب. وتملك مايكروسوفت أيضا شبكة لينكد إن للتواصل الاجتماعي.
وتطبيق التيك توك هو شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية، انطلقت في سبتمبر 2016 وأصبحت المنصة الرائدة في مقاطع الفيديو القصيرة بآسيا، وفقا لبيانات من شركة أبحاث المحمول Sensor Tower فقد تم تحميل تيك توك حوالي 80 مليون مرة في الولايات المتحدة، و800 مليون مرة في جميع أنحاء العالم.
وبدوره وصف مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، صفقة مايكروسوفت المحتملة لشراء تطبيق الفيديوهات "تيك توك"، بالتفاحة المسمومة، حيث قال: "إن الاستحواذ على تطبيق تيك توك ليس سهلا أو بسيطا؛ ولا أحد يعرف ما الذى من الممكن أن يحدث بشأن الصفقة، ولكن الصفقة تبدو لى كالتفاحة المسمومة".
ولم يتضح حجم المبلغ الذي قد تدفعه مايكروسوفت مقابل تيك توك. وذكرت رويترز الأسبوع الماضي إن توقعات تقييم بايت دانس للتطبيق تجاوزت 50 مليار دولار رغم أن الضغوط الأمريكية لتصفيته قد تخفض هذا السعر.
وتطبيق تيك توك متاح الآن في أكثر من 150 دولة، ويدعم 75 لغة، ومن مميزاته أنه يسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة خاصة بهم غالبًا ما يعرض الموسيقى في الخلفية، ويمكن تسريعها أو إبطائها أو تحريرها باستخدام الفلاتر، لإنشاء فيديو موسيقي على التطبيق.
ويمكن للمستخدمين اختيار الموسيقى الخلفية من مجموعة واسعة من أنواع الموسيقى، والتحرير باستخدام فلتر وتسجيل فيديو مدته 15 ثانية مع ضبط السرعة قبل تحميله لمشاركته مع الآخرين على تيك توك أو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ويمكنهم أيضًا تصوير مقاطع فيديو قصيرة لمزامنة الشفاه مع الأغاني الشائعة.
ومع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسبب قضايا التجارة وهونج كونج والأمن الإلكتروني وانتشار فيروس كورونا المستجد، ظهرت تيك توك كبؤرة توتر جديدة في النزاع الدائر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكان تطبيق تيك توك، هدد باتخاذ إجراء قانوني ضد الولايات المتحدة، قائلاً إنهم سيتبعون جميع السبل المتاحة لضمان عدم إهمال سيادة القانون.
ووصفت صحيفة تشاينا ديلي اليومية الأسبوع الماضي بايت دانس الشركة المالكة للتطبيق بأنها ضحية "اضطهاد" أمريكي وقالت إن واشنطن لم تقدم أدلة تؤيد مزاعمها أن تيك توك تمثل خطرا على الأمن الأمريكي.