أعربت كاتبة إسرائيلية عن استغرابها من "الفتور وعدم الاكتراث"، الذي استقبل به المواطنون الإسرائيليون اتفاق التطبيع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، مقارنة بالوضع في الدولة الخليجية.
واستهلت الكاتبة نوا لانداو التحليل الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني بمشهد لأطفال في الإمارات يلوحون بالأعلام الإماراتية والإسرائيلية، وفي الخلفية يسمع صوت النشيد الوطني لدولة الاحتلال "هتكفا".
وأشارت الكاتبة إلى نتائج أخرى ترتبت عن اتفاق التطبيع، كانطلاق أول رحلة جوية مباشرة بين البلدين، موضحة أن طائرة شركة العال الإسرائيلية التي سوف تطير مباشرة من مطار بن جوريون في تل أبيب إلى أبوظبي للمرة الأولى الاثنين، قد كُتب عليها كلمة "سلام" باللغة العربية والعبرية.
ومن المنتظر أن يتبادل كبار المسئولين في كلا البلدين التحية والخطط المشتركة بشكل علني من أجل مستقبل أفضل، بحسب الكاتبة.
وعلى الرغم من كل هذه النتائج التي أثمرتها جهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل التوصل للاتفاق، إلا أن الكاتبة، قالت إن هذا لم يستقبل بالحماس الذي كان متوقعا من الإسرائيليين.
نوا لانداو التي أشارت إلى أن كل هذه الخلفيات والدعائم المتعلقة بالاتفاق لم تنجح في بث نفس القدر من الحماس لدى الجماهير الإسرائيلية، رأت أن التوجه العام الإسرائيلي تجاه الاتفاقية يمكن أن يوصف بأنه " دعم بلا اكتراث".
وعزت هذا الموقف إلى أسباب متنوعة، على رأسها أن أي خطوة في الغالب يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سوف تجد رد فعل تلقائي من المؤيدين أو المنتقدين.
وأصبح نتنياهو وترامب – بحسب التحليل - من الشخصيات الاستقطابية لدرجة أنه من الصعب على المشاركين في الحملات المؤيدة لهما أو ضدهما رؤية الواقع من خلال أي منظور آخر.
وفيما يتعلق بالانقسامات التقليدية بين اليمين واليسار، فإن اليمين لم يتحمس للاتفاقية بسبب الظروف الدبلوماسية التي أجبرت نتنياهو على التخلي عن ضم أراضي في الضفة الغربية.
في المقابل يرى اليسار أن الطرف الذي يستحق أن تجري معه المفاوضات من أجل التوصل للسلام هو الفلسطينيون.
كما أن السلام مع دولة لم تخض أي حرب سابقة مع إسرائيل من قبل وليس لها حدود مشتركة معها، فضلا عن أنها معروفة بعلاقتها القوية مع إسرائيل على مدار سنوات في مجالات متنوعة، كلها عوامل تقلل من الهالة المحيطة بالاتفاقية، بحسب الكاتبة.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام تاريخي" يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما.
وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات تحدث عن "إنجاز دبلوماسي" واتفاق "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات". كما أشار الى أن الاتفاق يشمل وقف إسرائيل عملية ضمّ أراض في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على "تويتر" أن بلاده اتفقت مع إسرائيل على "وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية".
ويعتبر هذا الاتفاق هو الأول بين إسرائيل ودولة عربية بعد اتفاقات السلام الموقعة مع مصر والأردن والفلسطينيين.
وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
النص الأصلي