أكدت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، نقلًا عن مصدر بالكونجرس، ما أشارت إليه تقارير صحفية قبل أيام، بشأن خفض الولايات المتحدة لمساعداتها المقدمة إلى إثيوبيا، بسبب تعنتها في المفاوضات مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل سد النهضة، الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، وترى فيه مصر تهديدًا وجوديًا لمصدرها الوحيد من المياه، المتمثل في نهر النيل.
وقال مصدر بالكونجرس للوكالة، إنَّ الولايات المتحدة قررت خفض 100 مليون دولار من مساعداتها لإثيوبيا بسبب موقف إثيوبيا من مفاوضات سد النهضة.
وأبلغ المصدر «رويترز» في رسالة بالبريد الإلكتروني بأنَّ «زهاء 100 مليون دولار أو نحو ذلك ستتأثر ومنها تمويل حجمه 26 مليون دولار ينقضي أجله بنهاية (العام المالي)».
وقال المصدر، إنَّ معظم التمويل الذي شارف على الانتهاء مخصص للأمن الإقليمي وأمن الحدود والمنافسة السياسية وتحقيق التوافق والتغذية. وأضاف المصدر أنَّ التمويل المخصص لمكافحة الإيدز وبرنامج الغذاء مقابل السلام والمساعدة الدولية في الكوارث والمساعدات الخاصة بالهجرة واللاجئين لن يتأثر.
وكانت مجلة "فورين بوليسي الأمريكية، قد ذكرت مساء الخميس الماضي، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وافق على وقف مساعدات أمريكية لإثيوبيا، وذلك بسبب تعنتها في ملف سد النهضة، محل النزاع مع مصر والسودان.
وبحسب تقرير المجلة قد يؤثر القرار، على ما يصل لنحو 130 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا، ويؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا حيث تنفذ خططًا لملء السد، مشيرة إلى ان الخطوة الأمريكية تهدف إلى الضغط على إثيوبيا لتغيير موقفها بشأن السد الذي يثير خلافات كبيرة مع مصر والسودان.
ولعبت واشنطن دور الوسيط في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا والسودان ومصر، للوصول لحل للقضايا العالقة بين الأطراف بشأن سد النهضة، لكن وبعد مفاوضات ماراثونية رفضت إثيوبيا التوقيع على صيغة اتفاق اعدتها واشنطن بالتعاون مع البنك، فيما وقعت عليها مصر بالحرف الأولى، بينما وافق السودان على مسودة الاتفاق لكنه ربط توقيعه بالتوقيع الإثيوبي لتجنب اتساع الفجوة بين الأطراف الثلاثة.
ولم تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق. ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.
وتشدد وزارة الري المصرية على ضرورة مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة، إضافة إلى حالات الجفاف والآثار التي قد تنتج عن ظاهرة تغير المناخ.
ويخشى السودان ومصر أن يؤدي السد، إلى نقص في حصة كل منهما من المياه. ويثير المشروع مخاوف في مصر من تناقص أكبر في مياه النيل. وأخفقت مفاوضات شاقة جرت على مدى نحو عقد في التوصل لاتفاق لتنظيم كيفية ملء إثيوبيا لخزان السد وتشغيله دون المساس بحصص المياه الشحيحة لدولتي المصب.
ورغم حث مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.