رغم مرور شهر.. مؤشرات لوجود أحياء تحت أنقاض انفجار بيروت

جانب من الانفجار

رغم مرور شهر كامل على الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، قال أحد أفراد فرق الإنقاذ في موقع الانفجار، اليوم الخميس، إن الفرق التي تمشط الحطام في منطقة سكنية رصدت مؤشرات على وجود أحياء تحت الأنقاض.

 

وقال المسعف إيدي بيطار للصحفيين: إنَّ تلك الإشارات التي تشكل صوت تنفس ونبضًا وإشارات على مجسات حرارة الأجسام تعني أنّ هناك إمكانية لوجود ناجين.

 

وجاءت تصريحاته بعد أن ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان إن فريقا من المنقذين ومعهم كلب مدرب رصد حركة تحت مبنى منهار في منطقة الجميزة في بيروت وهي من أحد أكثر المناطق تضررا من الانفجار.

 

وفي سياق متصل، عثر الجيش اللبناني، اليوم الخميس، على 4.35 طن من نترات الأمونيوم قرب مدخل مرفأ بيروت، وذلك في أربعة مستوعبات في "بورة الحجز" التابعة للجمارك خارج المرفأ قرب المدخل رقم 9، مشير إلى أن وحدات من فوج الهندسة عمل على معالجتها".

 

وسياسيًا، كشفت مصادر لبنانية أنَّ مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه انضم إلى جهود دفع لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات، الأمر الذي يدعم مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.

 

ويتصدر ماكرون الجهود الدولية للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين من أجل التصدي لأزمة يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.

 

وازدادت الأزمة الناجمة عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ عقود سوءا بانفجار مرفأ بيروت وهو ما أودى بحياة أكثر من 190 شخصا ودمر أجزاء من المدينة.

 

وخلال زيارته للبنان يوم الثلاثاء، أمهل ماكرون الساسة اللبنانيين حتى نهاية أكتوبر للبدء في تنفيذ الإصلاحات محذرا من أنهم ربما يواجهون العقوبات إذا حال الفساد دون ذلك.

 

وإيمييه هو المدير العام لجهاز المخابرات الخارجية في فرنسا والذي يعرف باسم الإدارة العامة للأمن الخارجي. وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين إن إيمييه على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين بخصوص القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة ماكرون.

 

وجرى تعيين إيمييه، الذي كان سفيرا لفرنسا في لبنان من عام 2004 إلى عام 2007، مديرا للمخابرات بعد وقت قصير من تولي ماكرون السلطة عام 2017.

 

وقال مسؤول لبناني كبير "نعم مدير المخابرات الفرنسية يتابع كل الملفات التي طرحها ماكرون خلال زيارته الأخيرة وهو يتواصل لهذه الغاية مع الكثير من المسؤولين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ويتابعهم خطوة بخطوة ويحثهم على الإسراع بتنفيذ الإصلاحات".

 

وعُين إيمييه سفيرا في لبنان بعد أن كان مستشارا للرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. وكان في المنصب وقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الصديق المقرب لشيراك، عام 2005.

 

ويقول دبلوماسيون إنه لعب دورا مهما في جهود إخراج القوات السورية من لبنان بعد أن دخلتها أثناء الحرب الأهلية ولم تخرج منها في أعقاب ذلك.

 

ودفعت ضغوط ماكرون الزعماء اللبنانيين إلى الاتفاق على رئيس جديد للوزراء هو مصطفى أديب الذي بدأ محادثات تشكيل حكومة اختصاصيين.

 

وكانت تقارير إعلامية لبنانية ووكالة رويترز، قد كشفت أمس الأربعاء، مسودة خطة إصلاحات وضعتها فرنسا لإصلاح الاقتصاد اللبناني، تتضمن استئناف المحادثات فورا مع صندوق النقد الدولي لإصلاح الاقتصاد المتهاوي واتخاذ خطوات سريعة لمحاربة الكسب غير المشروع وتطبيق إصلاحات أخرى تأخرت لسنوات.

 

وتقول المسودة إن على الحكومة اللبنانية الجديدة وضع إطار زمني للمحادثات مع صندوق النقد الدولي خلال 15 يوما من تسلمها السلطة.

 

وفي غضون شهر، يتعين على الحكومة تطبيق قانون لتقييد حركة رأس المال وافق عليه صندوق النقد الدولي وبدء التدقيق في حسابات مصرف لبنان وتنفيذ إصلاحات في قطاع الكهرباء الذي لا يزال عاجزا عن إمداد سكان البلاد البالغ عددهم حوالي ستة ملايين نسمة بالكهرباء طوال اليوم.

 

كما يتعيّن على الحكومة في غضون شهر إلغاء خطط حالية لمشروع مثير للجدل لبناء محطة كهرباء في سلعاتا شمالي بيروت وتأسيس هيئة وطنية لمحاربة الفساد.

مقالات متعلقة