صحيفة ألمانية: تطبيع البحرين وإسرائيل لم يأتِ دون موافقة الرياض

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن توصل إسرائيل ومملكة البحرين إلى اتفاق تاريخي

ترتبط البحرين بعلاقات طويلة مع إسرائيل في الخفاء، والآن تَتَبَّع المملكة الصغيرة الإمارات العربية المتحدة وتقترب من الكيان الصهيوني، وهذا لم يأتِ  بدون موافقة من الرياض... جاءت تلك الكلمات في مُسْتَهَل  تقرير أَعَدَّتُهُ صحيفة فرانكفورتر الجماينة الألمانية حول اتفاق البحرين وإسرائيل.

 

ورأى التقرير أَنَّ البحرين لا تنتهج سياسة خارجية مستقلة، بل مَنْ تُقَرِّر سياستها الخارجية راعيتها العائلة المالكة في السعودية، لذلك يُمْكِن النظر إلى اتفاقية التطبيع الثانية بين إسرائيل والدولة الخليجية على أنها تقارب إضافي بين الرياض وإسرائيل، فلولا موافقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لما كانت البحرين ستُقَرِّر اتخاذ مثل هذه الخطوة.

 

وأضاف: "لطالما كانت البحرين مرشحة بقوة لإقامة أول علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد الإمارات، وبالفعل أعلنت التطبيع من إسرائيل في توقيت هام قبل الانتخابات الأمريكية، مما يرفع من أسهم الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن مرة أخرى عن التطبيع مساء الجمعة ثم تم تأكيده من المنامة وإسرائيل.

 

 

سفيرة يهودية في واشنطن

في أوائل التسعينيات، تمكن وزير إسرائيلي من السفر إلى المنامة، ثم تبع ذلك تبادل الزيارات على مر السنين، وفي غضون ذلك، كان للبحرين سفيرة يهودية في واشنطن، والتي نظمت حوارات بين الأديان وألمحت مرارًا إلى أن التطبيع أمر ممكن.

 

ووفقًا للصحيفة، كان يتمنى باراك أوباما تطبيع العلاقات الخليجية مع إسرائيل، لكن سياسته تجاه إيران، التي كانت تعتبر تصالحية للغاية من منظور دول الخليج العربية، أفسدت خطته،  ومن المؤكد الآن أن العدو المشترك في طهران يجمع إسرائيل والبحرين والإمارات معًا.

 

 وأوضحت أَنَّ سياسة ترامب تجاه إيران تتماشى بشكل كبير مع توقعات دول الخليج، وفي المقابل تَلَقَّى الرئيس الأمريكي حتى الآن تطبيعين، لا يزال محتواهما الدقيق غير معروف، وسيظل مبهمًا حتى لو تم توقيع اتفاق في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. 

 

واستطردت الصحيفة: "سوف يُخْبِرنا الوقت إلى أي مدى عَزَّزَ  الضغط الأمريكي على المنامة وأبو ظبي اتخاذ القرار في هذا التوقيت، وما ستحصل عليه البحرين التي عَوَّضَتْ بذلك رفض المملكة العربية السعودية لمطالبات ترامب وإسرائيل بالتطبيع في الوقت الراهن".

 

وأشارت إلى أَنَّ السعودية ليست مكترثة بالتَّقَدُّمُ في القضية الفلسطينية، وحتى لو أشار الملك البحريني بإخلاص إلى أنه ملزم بإيجاد حل عادل مع الفلسطينيين، فهذا مجرد ثرثرة.

 

ولفتت الصحيفة أَنَّ التطبيع بين إسرائيل ودولتي الخليج (الإمارات والبحرين) يثبت بالأحرى مدى عدم اكتراث دول الخليج بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي يُمَكِّن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتحدث عن "السلام مقابل السلام" دون تنازلات في الأراضي الفلسطينية، وستبقى قضية فلسطين استراتيجية خاصة بإسرائيل نفسها، وليست خاصة بالبحرين أو الإمارات.

 

يشار إلى أَنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن توصل إسرائيل ومملكة البحرين إلى اتفاق تاريخي لإقامة علاقات كاملة بينهما، مغردًا على تويتر: "الدولة العربية الثانية التي تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل في 30 يوما".

 

وكانت الإمارات قد أعلنت الشهر الماضي توصلها إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأثار الاتفاق الإماراتي في ذلك الوقت تكهنات بأن البحرين سوف تكون أول من تسير على نفس النهج.

 

وكان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي استهدفت تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في يناير الماضي، دور بارز في اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل.

 

رابط النص الأصلي

مقالات متعلقة