على الرغم من أنَّ اتفاقيات التطبيع التي توصلت لها إسرائيل مع الإمارات والبحرين لا تنصّ على تحالف عسكري، إلا أنّ محللين يرون أن الدول الخليجية تسعى من خلال هذه الاتفاقيات إلى أن توفر لنفسها "حماية إضافية من أي هجوم إيراني"، وليس إلى تحقيق السلام مع تل أبيب.
جاء هذا في تقرير لراديو "صوت أمريكا" تحت عنوان: "محللون يرون اتفاق السلام الإسرائيلي البحريني، كحماية من إسرائيل".
وبحسب التقرير الذي نشره الراديو على موقعه الإلكتروني، فإنَّ المسئول الفلسطيني البارز صائب عريقات أحد المراقبين الذي يتبنون وجهة النظر هذه.
ونقل الراديو عن عريقات قوله: "الاتفاقية البحرينية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات هي جزء من صفقة أكبر في المنطقة. إنها لا تتعلق بالسلام ولا بالعلاقات بين الدول".
وأضاف:" نحن نشاهد تحالفا، إنه تحالف عسكري، يتم تأسيسه في المنطقة، ربما يرغبون في أن يطلقون عليه الناتو العربي والإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الهدف من هذا التحالف هو التصدي لإيران التي يرى فيها الطرفان خطرا مشتركا.
واعتبر أن "الطريق الوحيد للسلام في المنطقة هو حل القضية الفلسطينية"، مضيفا "بالنسبة لنا كفلسطينيين، تستطيع إسرائيل الكبيرة أن تجلب 193 سفيرا إلى تل أبيب، ولكن ماذا بعد ذلك؟ أنا من بحاجة إلى حل، أنا المشكلة".
ومتفقا مع عريقات، قال مراقب متابع للشأن الخليجي إن الإمارات والبحرين لم تخوضا أية حروب سابقة مع إسرائيل منذ تأسيسها قبل أكثر من 70 عاما، معتبرا أن وصف هذه الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها لتطبيع العلاقات بأنها اتفاقيات سلام ليس له أي معنى.
وأضاف المراقب، الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ "مصر العربية" أن هذه الدول التي لديها أسباب أخرى تدفعها للتقارب مع إسرائيل، ترى في توثيق علاقاتها بدولة الاحتلال، خلق لتحالف عسكري ضمني، مع الدولة التي تحظى بأكبر دعم ورعاية أمريكية، في مواجهة الخطر الإيراني.
وأشار إلى أن دول الخليج يساورها قلق بالغ من زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة عبر وكلاءها وحلفاءها الذين باتوا يحيطون بدول الخليج من معظم الاتجاهات، وباتت أراضيهم في مرمى نيرانهم.
وتتعرض مناطق سعودية بين الفينة والأخرى لهجمات من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وتسببت هجمات بطائرات مسيرة للحوثيين في تعطيل الملاحة الجوية في الإمارات قبل عدة أشهر.
واعتبرت الباحثة السياسية الدكتورة فاطمة الصمادي أن إيران تدرك أن إسرائيل وبما تملكه من دعم دولي وقدرات عسكرية هي قوة لا يستهان بها في المنطقة، وهي تدرك إمكانية أن يؤدي السلام الإسرائيلي مع أبو ظبي والمنامة إلى عقد صفقات كبيرة لشراء الأسلحة الإسرائيلية.
وأكدت الصمادي أن طهران تنظر بقلق كبير للتقارب الخليجي الإسرائيلي الأخير، وأنها تدرك أن إسرائيل باتت على حدودها القريبة، وأنها -أي الجمهورية الإسلامية- هي المستهدف الأول بهذا التقارب، وذلك وفقا لما صرح به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو علنا.
ومن المقرر أن يوقع مسئولون من الإمارات والبحرين غدا الثلاثاء، على اتفاقيات للسلام مع إسرائيل، في حفل بالبيت الأبيض في واشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن قبل أيام عن توصل البحرين لاتفاق سلام مع إسرائيل، وهو الاتفاق الذي جاء بعد شهر تقريبا من الإعلان عن التوصل لاتفاق مماثل بين الإمارات وإسرائيل، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيون الذين اعتبروا هذه الاتفاقيات "خيانة" للقضية الفلسطينية.
النص الأصلي