فيديو| «Mulan».. خيب الآمال في الصين وأغضب العالم

فيلم «Mulan»

بعد 22 عامًا من طرح فيلم الكرتون «Mulan»، انتظر الجمهور حول العالم النسخة الحية من الفيلم، لكن استقبال الفيلم كان مخيبا للآمال. 

 

في البداية كان يعتقد أن النسخة الحية، ستكون طبق الأصل من فيلم الكرتون الذي أنتج عام 1998، لكن الاختلاف صدم الجمهور. 

 

لم تكن هذه العقبة الوحيدة التي وقفت أمام فيلم "مولان" 2020، ليتعرض العمل لموجة من الانتقادات، ودعوات مقاطعة انتشرت عبر السوشيال ميديا، بالرغم من أن الصين تحذر انتشار "فيس بوك"، "تويتر"، و"إنستجرام" إلا أن حملة المقاطعة انتشرت حول العالم. 

 

 

قصة "مولان" واحدة من أكثر الحكايات شعبية في الصين، وما زالت جزءًا من المنهج الدراسي في المدارس الصينية إلى اليوم، فلماذا تعرض الفيلم للانتقاد؟. 

 

حملة المقاطعة

 

بدأت الانتقادات توجه لفيلم "مولان" مع بداية تصوير الفيلم، حيث اختارت شركة "ديزني" المنتجة للعمل عدة مواقع، كان من بينها مقاطعة شينجيانغ في الصين؛ حيث يشكو مسلمو "اليوغور" من الاضطهاد. 

 

ويُحتجز تعسفًا في الصين ما يُقدّر بمليون مسلم في معسكرات التثقيف السياسي غير القانونية في شينجيانغ منذ عام 2017، فضلاً عن عدد آخر غير معروف في مراكز الاحتجاز والسجون، ووضعت السلطات الصينية عددًا كبيرًا من الأطفال، احتجز آباؤهم أو نُفوا، في مؤسسات رعاية الأطفال والمدارس الداخلية الحكومية دون موافقة أهلهم أو قدرتهم على الوصول إليهم، وذلك طبقًا لتقرير منظة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش". 

 

 

بطلة مثيرة للجدل

 

لم يكن تصوير الفيلم في مقاطعة صينية، تقوم بقمع الأقلية المسلمة، المعضلة الوحيدة، لكن بطلة فيلم "مولان" الأمريكية من أصل صيني، الفنانة ليو ييفي، صدمت الجمهور بآرائها. 

 

وأيدت "ييفي" شرطة هونج كونج، التي اتهمت باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين التي يتعرض لها محتجون في هونغ كونغ. وقالت عبر موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو": "أدعم أيضا شرطة هونج كونج، يمكنكم أن تهاجموني الآن، يا له من عار على هونج كونج".

 

 

شُكر يغضب الجميع

 

بعد إطلاق مولان على Disney + ، لاحظ المشاهدون "شكر خاص" لثمانِ كيانات حكومية في شينجيانج، بما في ذلك مكتب الأمن العام في مدينة توربان، بالإضافة إلى أربع إدارات دعاية للحزب الشيوعي الصيني في منطقة شينجيانج، رغم أنها جهات رسمية إلا أنها تسهل أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان.  

ديزني متورطة

 

وسط حالة الاستهجان، وصفت صحيفة "واشنطن" ما يحدث بـ"الفضيحة"، وترى تورط فيلم ديزني الأمريكي في الإشادة ضمنا بقمع الصين للأقلية المسلمة بها.

 

ومن وجهة نظر "ديزني" التي عبر عنها رئيس ستديوهات "ديزني" "ألان هورن"، هي أن "ديزني" تحاول أن تكون "غير سياسية".

 

وذكر تقرير شبكة " CBS News" الأمريكية، سببان للانتقادات الموجه للفيلم:

الأول: تصوير الفيلم يشير لمنطقة "سنجان"، التي تقول الأمم المتحدة أنه يُحتجز فيها أكثر من مليون مسلم صيني من عرقية الإيجور في معسكرات اعتقال حكومية، رغم تأكيد الصين أن المعسكرات هي مرافق "إعادة تعليم"، تهدف إلى محاربة التشدُّد والانفصالية في المنطقة.  

لكن الكونجرس الأمريكي يصف هذه المعسكرات في إقليم سنجان، حيث تم تصوير قصة الفيلم، بأنها "أكبر سجن جماعي لأقلية من السكان في العالم اليوم".   

الثاني: يرجع لما كتبت الروائية "جانيت نج" على تويتر من شكر لقسم الدعاية بلجنة منطقة سنجان التابعة للحزب الشيوعي الصيني على مساعدتهم في إنتاج فيلم "مولان"، رغم ما هو معروف حول قمع الحزب الشيوعي لسكان المنطقة المسلمين.

 

 

مقاطعة عالمية

انتشر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "Boycott Mulan" أي "قاطعوا مولان"، بمقاطعة شراء "مولان" على "ديزني بلس" أو عدم الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة الفيلم. وبالفعل بدأت حملات المقاطعة تجني ثمارا وهو ما انعكس على الإيرادات التي جاءت مخيبة للآمال في الصين، ولم تلبي توقعاتهم. 

 

وقال رئيس ستديوهات "ديزني"، "ألان هورن" : "إذا لم ينجح مولان في الصين، فإننا في مشكلة". 

 

 

اختلافات عن نسخة الرسوم المتحركة

 

افتقد المشاهدون للعديد من العناصر والمؤثرات التي تواجدت في النسجة الكرتونية من فيلم "مولان"، لكن هذه العوامل لم يشعر بها من لم يشاهد فيلم الأنيمشن. 

 

اختفت الأغنية التي عشقها الجمهور من فيلم "مولان" التي كانت تضفي طابع من الألفة والسحر وتمتزج مع الأجواء. 

لكن صناع العمل اكتفوا باقتباس أجزاء من جمل الأغنية لتكون ضمن الجمل الحوارية.

 

الكوميديا: 

افتقد الجمهور للكوميديا من خلال اختفاء شخصية "موشو" التي أحزنت الكثير من الجمهور. 

 

 

تجسيد للحقيقة

 

في النسخة الجديدة من "مولان" قررت "ديزني" أن تجسد القصة الحقيقية للبطلة التي تعتبر من المحاربين المهمين جدًا في تاريخ الصين خلال القرن الخامس، واستطاعت أن تخلصهم من غزو قبائل الهون. 

 

والتمس الفيلم الأسطورة الحقيقية والشعبية لـ"مولان" وعرضتها مثلما جاءت في التاريخ الصيني، لأنها نموذج لفتاة تحدت الأعراف والتقاليد الصينية، وكانت بالنسبة للشعب الصيني، مثال للرد الشعبي للتغيير وأن البنات قادرات على التحدي والدفاع عن أوطانهم.  وتدور أحداث العمل عن الفتاة "مولان" التي تذهب إلى الجيش الصيني بدلاً عن والدها الذي لا يستطيع الذهاب لكبر سنه، وتتنكر على أنها رجل.

 

وعندما تذهب إلى الجيش لم يشك أحد بأنها فتاة بل وعندما بدأت الحرب أنقذت قائد الجيش، لكنها تجرح أثناء المعركة ليعرف الجيش حقيقتها.

 

سر الاختلاف

 

قبل 22 عامًا، أرادت "ديزني" أن تعرف الصغار على شخصية "مولان" المحاربة التي تصدت لعدوان بلدها، ولذلك اختارت القالب الكرتوني لأنه موجه للأطفال من بين 4 سنوات و12 عامًا، لذلك طرأت على القصة عدة تغييرات مثل إضفاء طابع كوميدي خفيف من خلال "موشو"، و"الجدة"، بالإضافة إلى الأغاني التي تجذب انتباه الصغار. 

 

مقالات متعلقة