تتسارع وتيرة التطبيع الاقتصادي بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع اندفاعة قوية على المسارين السياسي والأمني والعسكري، وهو ما يؤكد كثير من التحليلات التي ذهبت إلى أن ما يبدو في الأفق هو تحالف متشعب أكثر من كونه تطبيعا للعلاقات.
وأعلن قال مكتب أبوظبي الإعلامي، اليوم الأربعاء، إن مكتب أبوظبي للاستثمار سيفتح أول مكتب له خارج الإمارات في تل أبيب، وذلك عقب تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
وأضاف المكتب في بيان على تويتر أن مكتب تل أبيب سيكون "الأول ضمن شبكة من المكاتب التمثيلية الدولية لدعم الشركات العالمية التي تتطلع إلى توسيع عملياتها في أبوظبي، والتواصل مع المبتكرين العالميين لإيجاد حلول للتحديات العالمية".
وقبل أسبوعين، اتفق مكتب أبوظبي للاستثمار ومؤسسة "استثمر في إسرائيل" التابعة لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية، على التعاون الثنائي في مجال الاستثمار.
وفي السياق، قالت موانئ دبي العالمية، اليوم الأربعاء، إنها ستدخل في شراكة مع مجموعة إسرائيلية لتقديم عرض من أجل أحد الميناءين الرئيسيين في إسرائيل وستدرس فتح خط شحن مباشر بين الإمارات وإسرائيل.
ووقعت موانئ دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي سلسلة اتفاقات مع دوفرتاور الإسرائيلية تشمل التقدم بعرض مشترك في خصخصة ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط، وهو واحد من ميناءين رئيسيين في إسرائيل.
وقال سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية في مقابلة مع تلفزيون العربية "إسرائيل بها ميناءان، ميناء أسدود وميناء حيفا.. في موقعين ممتازين، إذا سنحت الفرصة، ليس ثمة ما يمنع أن نتواجد".
ودوفرتاور مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي شلومي فوجيل وهو من مالكي شركة إسرائيل شيبياردز وشريك في ميناء إيلات. وقال فوجيل إنه بموجب الصفقة، ستتعاون موانئ دبي العالمية مع إسرائيل شيبياردز في مشروع مشترك يشارك في عطاء خصخصة حيفا.
وقالت موانئ دبي ودوفرتاور إنهما ستدرسان أيضا فتح خط شحن مباشر بين ميناء إيلات الصغير المطل على البحر الأحمر وجبل علي في دبي أكبر مركز لعبور الشحنات في الشرق الأوسط.
وقال رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية إن العمل على تأسيس مسارات تجارة بين الإمارات وإسرائيل وفي أماكن أخرى سيساعد عملاء الشركة في ممارسة أعمالهم في المنطقة بسهولة وكفاءة أكبر.
وتبيع إسرائيل الموانئ المملوكة للحكومة وتشيد أحواض سفن خاصة جديدة في مسعى لتشجيع المنافسة وخفض التكاليف. وسيحتاج ميناء حيفا للتحديث لينافس ميناء متطورا تشيده مجموعة شنغهاي إنترناشونال بورت الصينية في المنطقة. وستدرس إسرائيل شيبياردز والأحواض الجافة العالمية-دبي شراكة في إنتاج وتسويق منتجات في دبي.
وفي ذات السياق، وقع بنك لئومي الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، مذكرتي تفاهم مع بنك أبوظبي الأول وبنك الإمارات دبي الوطني قبيل ساعات من التوقيع الرسمي على اتفاق بين إسرائيل والإمارات لتطبيع العلاقات بينهما. ويأتي ذلك بعد يوم من توقيع بنك هبوعليم مذكرة تفاهم مع الإمارات دبي الوطني، أكبر بنوك دبي.
وقال لئومي، ثاني أكبر بنوك إسرائيل، إن إبرام اتفاقات مع بنوك إماراتية سيساعد في تمكين البلدين من إقامة علاقات اقتصادية، مضيفا أنه حول 180 دولارا أمريكيا لكل من البنكين كبادرة رمزية.
وأضاف أن عشرات العملاء خاطبوه في الأسابيع الماضية طلبا لتحويل أموال من الإمارات وإليه. وقبل ذلك، كان يتعين على العملاء الراغبين في مثل تلك التحويلات اللجوء إلى بنوك أوروبية.
ووفقا لمذكرتي التفاهم، اتفقت البنوك على النهوض بالعلاقات مع المؤسسات المالية في البلدين وتوفير خدمات مثل المقاصة وخطوط الائتمان وتداول العملات الأجنبية. وقال لئومي إن وحدتيه لئومي بارتنرز ولئومي تيك ستساهمان في تأسيس علاقات بين الشركات الإسرائيلية والمستثمرين وصناديق الثروة في الإمارات.
بعد يوم واحد من إعلان اتفاق التطبيع العربي- "الإسرائيلي"، كشفت صحف عبرية أبرز بنود معاهدة التطبيع الموقعة بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، والتي احتضنتها العاصمة الأمريكية واشنطن.
ووفق تقارير لوسائل إعلام فلسطينية، فقد نشر موقع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (مكان)، أبرز بنود معاهدة التطبيع الموقعة مع الإمارات والبحرين أمس، في احتفال احتضنه البيت الأبيض.
وتضمنت البنود "تعهد الدولتين بمواصلة بذل المساعي الهادفة إلى التوصل إلى حل شامل وواقعي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وترى الاتفاقية أن "هذا الحل سيتم تحقيقه عبر التفاوض ليلبي الاحتياجات المشروعة وتطلعات الشعبين إلا أنها لا تتضمن حل الدولتين".
وتنص المعاهدة أيضا على تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات كاملا وتبادل السفراء بينهما بسرعة رغبة منهما في إقامة علاقات دبلوماسية وودية، والتعاون وجعل العلاقات طبيعية بالكامل، والسير في طريق جديد يفتح باب الطاقات الكبرى الكامنة في المنطقة.
في الغضون، توالت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة عقب توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل في واشنطن أمس الثلاثاء، كما خرجت مظاهرات غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بالتطبيع.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن توقيع اتفاقيات بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة، معتبرة أن الاستقرار لن يتحقق بالمنطقة دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.
وأضافت: "لم ولن نفوض أحدا بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير".
على الصعيد الشعبي، خرجت مظاهرات في مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية احتجاجا على توقيع اتفاقيات التطبيع، وشارك فيها عشرات من القيادات الفلسطينية، لا سيما في حركتي فتح وحماس.
كما تضمنت إقرار الطرفين بأهمية استتباب الأمن وتكريس السلام في المنطقة والعالم، اعتمادا على التفاهم المتبادل والتعايش.