بعد الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع العربي مع إسرائيل، بدأت عواصف الغضب تهبّ على السلطة الفلسطينية، حيث قال السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إنَّ الإدارة الأمريكية تفكر في تنصيب محمد دحلان زعيمًا فلسطينيًا جديدًا، بدلًا من محمود عباس.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، الخميس، عن السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان قوله، إننا نفكّر في استبدال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالقيادي السابق عن حركة "فتح" محمد دحلان.
وأضاف فريدمان: "نحن نفكر في ذلك، لكن ليس لدينا مصلحة في هندسة القيادة الفلسطينية".
ومن جانبها، ندّدت الرئاسة الفلسطينية، بتصريحات "فريدمان، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "سياسة التهديد والضغوط المستمرة ومحاولات الابتزاز الأمريكي للرئيس والقيادة، سيكون مصيرها الفشل".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني وحده من يقرر قيادته وفق الأسس الديمقراطية، وليس عبر التهديد والوعيد، والحملات المشبوهة والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، والهجمة على رموز شعبنا لا قيمة لها، وشعبنا هو الذي سيرسم خارطته، ويختار قيادته".
وتابع: السلام لن يكون بأي ثمن، والتطبيع والضم (الإسرائيلي لأراض في الضفة الغربية) مرفوض تماما، صمود الرئيس عباس في مواجهة سياسة الاستسلام، وحفاظه على الثوابت الوطنية وعلى رأسها القدس، هو الذي يحدد مستقبل فلسطين، وسيرسم معالم المنطقة".
تصريحات السفير الأمريكي جاءت بعد الموقف الفلسطيني الرافض لتطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما بإسرائيل، ووصفت السلطة التطبيع بأنه "خيانة" للقضية.
الحديث عن تغيير عباس ليس بالجديد، فقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في أغسطس الماضي عن مخطط "أمريكي، إسرائيلي، بدعم من أطراف عربية" يجري طبخه من أجل استبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالهارب إلى الإمارات محمد دحلان، مؤكدة أن هذه الأطراف "تعد فخا" لعباس.
ولفتت إلى أن "المحيط الأقرب لترامب، ملّ عباس، كما أن نتنياهو لا يصدق أي كلمة له، أما دحلان، مقارنة به، فنشيط، وذكي؛ ويعرف المنطقة جيدا ولديه موالون في غزة ورام الله على حد سواء".
ونبهت الصحيفة إلى أنه "ليس صدفة"، أنهم لم يكبدوا أنفسهم خلال حديثهم عن "إلغاء الضم"، عناء ذكر اسم واحد لزعيم أو شخصية أساسية في الضفة الغربية، لافتة إلى أن "النية هي؛ أن ينزلوا إلى هناك دحلان بإسناد عربي، وبتأييد أمريكي وبغمزة عين إسرائيلية، ودحلان غير مستعجل، وكذا باقي شركاء الخطوة".
وتابعت: "هم سيسمحون لعباس وكبار السلطة أن يتفجروا غضبا، وعندما يغادر، سيتجندون لتنصيب الزعيم الجديد على الكرسي، وهنا انتبهوا للملاحظة التي ألقى بها نتنياهو، "اسألوا ترامب".
وبينت الصحيفة أن "الإدارة الأمريكية، وخمس دول في العالم العربي، ملوا عباس نهائيا، ودحلان هو الحل".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في الثالث عشر من أغسطس الماضي التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وتلا ذلك الإعلان عن خطوة مماثلة بين إسرائيل والبحرين، الأمر الذي أثار غضب الفصائل الفلسطينية التي تخيم الخلافات والتناحر في الأغلب الأحوال على علاقاتها.
ولكن مع استشعار الخوف على مستقبل القضية الفلسطينية نتيجة هذه الخطوة، توحدت مواقف هذه الفصائل على ضرورة تشكيل كيان موحد يجمع كلمتها في ظل ما تراه "خيانة" لقضية العرب الأولى المتمثلة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وانطلاقا من هذا الشعور اتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، خلال اجتماع برام الله وبيروت، في 4 سبتمبر الجاري، على تفعيل «المقاومة الشعبية الشاملة» ضد الاحتلال وتطويرها، مع تشكيل لجنة لقيادتها وأخرى لتقديم رؤية لإنهاء الانقسام.
وترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاجتماع الذي شاركت فيه حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إضافة إلى اثني عشر فصيلا من منظمة التحرير الفلسطينية.
كما تم الإعلان عن انطلاق "القيادة الوطنية الموحدة" من فلسطيني الضفة الغربية وقطاع غزة، وخارج فلسطين وأعضاء الحركات الفلسطينية.
واستخدمت الفصائل اسم "القيادة الوطنية الموحدة"، تيمنا بالقيادة الوطنية التي قادت الانتفاضة الأولى عام 1987.
وحتى الآن لم يتم الإعلان عن الشخصيات التي تتولى القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، إلا أن مستشار الرئيس الفلسطيني، نبيل شعث، كشف أن الترتيبات تُجرى لاختيار أسماء القيادة.