«الجزائر لن تبارك اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل ولن تكون جزءًا منها».. بتلك الكلمات أكّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنّ القضية الفلسطينية «مقدّسة» بالنسبة للجزائريين، مشددًا على أنّ بلاده لن تشارك ولن تبارك ما أسماه بـ «الهرولة نحو التطبيع» مع الكيان الصهيوني.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان واشنطن التوقيع على اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع «إسرائيل ومن ثم توقيعها في البيت الأبيض بواشنطن مساء الثلاثاء الماضي».
وقال الرئيس الجزائري، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد: «لاحظ نوعًا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك في التطبيع ولن نباركه».
وأضاف تبون: «القضية الفلسطينية عندنا مقدسة، وهي أم القضايا ولن تحل إلا بإقامة دولة فلسطينية، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف».
ونوّه الرئيس الجزائري إلى أنه سيكرر كلامه عن التطبيع في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشددا على أن الإعلان رسميا عن قيام الدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، سيكون مفتاحا لحل أزمات الشرق الأوسط.
وفي الخامس عشر من سبتمبر الجاري بدأت في البيت الأبيض بواشنطن، مراسم توقيع اتفاقتي التطبيع بين "إسرائيل" وكل من الإمارات والبحرين. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في افتتاح المراسم: "نحن هنا لتغيير التاريخ بعد عقود من الصراع، نحن في فجر شرق أوسط جديد".
وأضاف ترامب أن "هذه الاتفاقيات ستكون بمثابة أساسًا للسلام في جميع أنحاء المنطقة. وهو أمر لم يكن أحد يعتقد أنه ممكن - بالتأكيد ليس هذه الأيام، وربما بعد عقود"، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات ستكون "قاعدة للسلام في المنطقة بأسرها"، متعهدًا بانضمام 5-6 دول أخرى للتطبيع مع "إسرائيل".
من جانبه، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمة له :"اتفاقية السلام ستمتد إلى دول أخرى ويمكن أن تنهي الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد".
وأضاف "عرف شعب إسرائيل جيدا ثمن الحرب. لقد فقد أخي حياته عندما قاد جنوده لإنقاذ الرهائن في عنتيبي. حزن والداي على موته حتى يومهم الأخير. ولهذا السبب أنا متحمس جدًا لوجودي هنا اليوم. أولئك الذين يعانون من جروح الحرب، نقدر نعمة السلام".
وأضاف نتنياهو أن "هذا السلام سيحدث مع دول عربية أخرى، وفي نهاية المطاف يمكن أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل نهائي".
وخاطب رئيس حكومة الاحتلال دولاً أخرى في الشرق الأوسط: "لمن هم معنا اليوم ومن سينضمون غدا أقول سلام عليكم".
في الغضون، توالت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة عقب توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل في واشنطن الثلاثاء الماضي ، كما خرجت مظاهرات غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بالتطبيع.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن توقيع اتفاقيات بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة، معتبرة أن الاستقرار لن يتحقق بالمنطقة دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.
وأضافت: "لم ولن نفوض أحدا بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير".
على الصعيد الشعبي، خرجت مظاهرات في مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية احتجاجا على توقيع اتفاقيات التطبيع، وشارك فيها عشرات من القيادات الفلسطينية، لا سيما في حركتي فتح وحماس.
وشدد المشاركون على أن ما حدث في واشنطن هو مؤامرة ضد القضية الفلسطينية وتنفيذ لخطة الضم الإسرائيلية والحلول الأميركية.
وأحرق المتظاهرون توابيت وضعت عليها أعلام دولتي الإمارات والبحرين وصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.