«الاتفاق مع العائلة المالكة في الرياض سيكون نجاحًا لإسرائيل، لكنه يأتي بثمن».. كلمات وردت في تقرير صحيفة ناخريشتن النمساوي تحت عنوان (الصفقة الكبرى ما زالت معلقة)، في إشارة إلى تطبيع السعودية العلاقات مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الإسرائيلية السعودية تلقت دفعة مهمة مع دخول ترامب البيت الأبيض، كما عزز ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يحافظ على علاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي، هذه العلاقة.
ومع ذلك، يعتقد يوسي ميكيلبيرج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ريجنت في لندن، أن التحالف الجديد سيبقى محدودًا طالما أن إسرائيل لا تقدم أي تنازلات للفلسطينيين، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مخطئ في الاعتقاد بأن هذه الدول ستقيم علاقات دبلوماسية كاملة دون حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى عكس الماضي، تتحدث السعودية الآن عن حل واقعي، ومع ذلك ،فإن إقامة دولة فلسطينية ستبقى المطلب الأساسي للسلام مع إسرائيل.
ميشال يعاري، الخبيرة في السياسة الخارجية السعودية في جامعة تل أبيب، تقول إن "التطبيع مع الرياض له ثمن ويجب ألا تفوت إسرائيل هذه الفرصة الفريدة، فإذا تغيرت الظروف الحالية، فقد تزول مصالحهم المشتركة".
وأضافت: "على التحالف الجديد الآن أن يمهد الظروف لـ "صفقة" أكبر وهي السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
وأوضحت أنه قبل أن توقع البحرين والإمارات العربية المتحدة اتفاقية تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلقيا الضوء الأخضر من الرياض.
ونقلت الصحيفة عن شلومو لافي، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، قوله: "بدون هذه الموافقة، لرفضت الإمارات و البحرين التوقيع على اتفاقية السلام".
وكان لافي أحد المفاوضين الذين أجروا اتصالات لأول مرة مع العائلة المالكة السعودية في عام 2003.
ويقول الخبير الأمني الإسرائيلي المتقاعد: "لقد عملنا معًا خلال حرب لبنان الثانية في صيف 2006، وحينها زودت السعودية إسرائيل بمعلومات استخبارية مهمة من الناحية الاستراتيجية عن حزب الله، وقد أدى ذلك إلى إضعاف الميليشيات التابعة لإيران في دولة الأرز".
واستطرد التقرير: " حتى لو جعل السعوديون ما يسمى باتفاقية إبراهام ممكناً، فإن السلام بين إسرائيل والسعودية سيكون أكثر تعقيداً بسبب معارضة الملك سلمان التطبيع ودعمه النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، لذلك طلبت واشنطن من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إقناع والده بعقد صفقة مع إسرائيل قبل نهاية ولاية ترامب الأولى".
ولي عهد السعودية يرى في إسرائيل حلًا لمشاكله
الصحيفة النمساوية أوضحت أنه في ضوء الانسحاب البطيء للقوات الأمريكية من الشرق الأوسط والتهديد الإيراني، يريد الرجل القوي الجديد في المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، مواجهة الديناميكية السياسية في المنطقة، وهذا هو السبب الرئيسي للتقارب السعودي الإسرائيلي.
يوسي ميكيلبيرج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ريجنت في لندن، يصرح للصحيفة بأن إيران الشيعية، بمطالبها بالهيمنة والنووية، تشكل الآن تهديدًا أكبر للمملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية السنية الأخرى، مضيفًا أن العائلة المالكة السعودية وجدت إسرائيل حليفًا مهمًا لها، وأعجبت بكفاءتها التكنولوجية والعسكرية. ولم تعد تنظر إلى إسرائيل على أنها مشكلة، ولكن كحل.
في غضون ذلك، تنشط العديد من الشركات الإسرائيلية الخارجية في في المملكة العربية السعودية في مجالات تحلية المياه والأمن السيبراني و الاستخبارات، واقترحت إسرائيل أيضًا ربط خط أنابيب إيلات عسقلان داخل إسرائيل بمصافي النفط في ينبع في شبه الجزيرة العربية، ونظرًا للتوتر في مضيق هرمز، ستكون هذه طريقة لتقليل اعتماد دول الخليج على المضيق البحري الخطير.
بايدن سيسير على خطى ترامب
ميشال يعاري، الخبيرة في السياسة الخارجية السعودية لا ترى أن تطبيع البلدين يشكل خطرًا على الرغم من طموحات الرياض النووية والانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، مضيفة أنه حال فاز المرشح الرئاسي جو بايدن، سيدعم أيضًا مبادرة السلام هذه لأنها ستجعل سياسته الواقعية الجيوسياسية أسهل بكثير، وسيحاول الرجل الجديد في البيت الأبيض استعادة ثقة القيادة الفلسطينية ومنحها دولة فاعلة.
ومع ذلك، يمكن أن تكون محاولة بايدن حال فوزه بالانتخابات الفرصة الأخيرة للفلسطينيين، حيث سيتم انتقادهم من قبل العديد من الدول العربية لتفويتهم الفرص بشكل متكرر.
وأضافت يعاري: "التنازلات للفلسطينيين ستكون الخطوة الأولى لتطبيع السعودية وإسرائيل"، ومع ذلك، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت.
ويري الخبير الاستخباري الإسرائيلي، شلومو لافي’ أن "إسرائيل وجدت مكانها في المنطقة"، موضحًا أن ظهور شرق أوسط جديد سيكون بالمعرفة الإسرائيلية ودولارات النفط العربية.
رابط النص الأصلي