جارديان: الصراع الأمريكي الإيراني سر تنحي مصطفى أديب

رئيس الوزراء اللبناني المكلف السابق مصطفى أديب

اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، هو السبب في فشل رئيس الوزراء اللبناني المكلف السابق مصطفى أديب في تشكيل حكومة جديدة.

 

وبعد شهر تقريبا من المفاوضات الفاشلة لتشكيل الحكومة في ظل إصرار الثنائي الشيعي الموالي لإيران "حزب الله وحركة أمل" على تسمية الوزراء الشيعة، اعتذار أديب الذي أصر على تشكيل حكومة اختصاصية، عن مهمة تشكيل الحكومة أمس السبت.

   

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن:" الصراعات العالمية طغت على جهود تشكيل الحكومة، لبنان وجد نفسه محاصرا بين واشنطن التي ترغب في تدمير اقتصاد إيران، وطهران التي تصر على احتفاظ حلفائها الشيعة بوزارة المالية".

 

وتسعى الولايات المتحدة إلى عزل إيران من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليها وعلى وكلائها في المنطقة، حيث تتهم واشنطن إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الأخيرة التي تقول إن برنامجها النووي لاستخدامات سلمية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات الشهر الماضي على وزير مالية سابق من الكتلة السياسية لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأمر الذي أدى إلى تشدد مواقف حركة أمل بزعامة بري وحزب الله.

 

يؤكد محللون ما ذكرته الصحيفة وهو أن إصرار الثنائي الشيعي على تسمية الوزراء الشيعة مرتبط بفرض عقوبات أمريكية قبل أسابيع على وزيرين سابقين أحدهما علي حسن خليل وزير المالية السابق المنتمي لحركة أمل، بالإضافة إلى مصالح تجارية مرتبطة بحزب الله.

 

كما أدرجت الولايات المتحدة على قائمتها السوداء وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس وهو سياسي مسيحي وعضو في حزب متحالف أيضا مع حزب الله.

 

وفي تعليقها على إصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزرائهما على خلفية هذه العقوبات بحسب مراقبين، قالت لينا خطيب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاثام هاوس إن:" حزب الله وحركة أمل يتعاملون مع الوضع في لبنان مثل مباراة كرة قدم، يستطيعون أن يلعبوا فيها وقت إضافي حتى تنقلب الأمور لصالحهما".

  

وأضافت:" في الوقت الذي تلوح فيه الانتخابات الأمريكية في الأفق وتوسع إسرائيل شبكة حلفاءها في المنطقة، فإن حليفي إيران في لبنان يبذلون مزيدا من الجهود على أساس أن القبول بتسوية سياسية الآن سيقوض سلطتهما في وقت لاحق".

 

وفي كلمة متلفزة من قصر بعبدا في بيروت قال أديب السبت :" إنني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة" بعد مساع كثيرة مع الأطراف المختلفة في البلاد ووسط خلافات على توزيع حقائب وزارية.

 

وكان أديب، السفير السابق لدى برلين، قد كُلف بتشكيل حكومة في 31 أغسطس. وحاول تشكيل حكومة اختصاصيين في بلد تتقاسم فيه الطوائف المسلمة والمسيحية السلطة وتنقسم الولاءات السياسية على خطوط طائفية.

 

وسعى أديب إلى تشكيل الحكومة تحت ضغوط من فرنسا التي تقود جهودا دولية من أجل تطبيق إصلاحات كبرى في لبنان حتى يتسنى تقديم مساعدات تعهد بها مانحون.

 

لكن جهوده راحت سدى بسبب خلاف على الحقائب الوزارية خاصة وزارة المالية التي سيكون لمن يقودها دور حيوي في وضع برنامج لانتشال لبنان من الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

 

ومع تكوم جبل من الدين العام، أصيبت المصارف اللبنانية بالشلل وتراجعت قيمة العملة المحلية تراجعا حادا.

 

ووصل تشكيل الحكومة إلى طريق مسدود بسبب مطالبة حركة أمل وحزب الله، بتسمية عدد من المناصب في الحكومة منها حقيبة المالية، وهو منصب كان يشغله شيعي.

 

وعقد أديب عدة اجتماعات مع سياسيين شيعة بارزين لكنه أخفق في التوصل لتوافق حول كيفية اختيار وزير المالية.

 

وقال سياسيون إن القيادات الشيعية خشيت من التهميش مع سعي أديب لإحداث تغيير في التعيينات الوزارية، والتي ظل بعضها حكرا على نفس الطائفة لسنوات.

 

وكان أديب قد كلف بتشكيل الحكومة بعد الانفجار الذي دمر الجزء الأكبر من وسط بيروت، وكان يحاول تشكيل حكومة للتعامل مع الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها لبنان.

 

وقد استقالت الحكومة اللبنانية السابقة عقب الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت في 4 أغسطس من هذا العام وأودى بحياة أكثر من 190 شخصا وأدى إلى جرح الآلاف ودمر مناطق بأكملها في العاصمة.

النص الأصلي

مقالات متعلقة