للتنديد بعدم تشكيل حكومة إنقاذ.. احتجاجات وقطع طرق في لبنان

احتجاجات وقطع طرق في لبنان

شهدت مدينتا بيروت وصيدا في لبنان، احتجاجات شعبية تنديدا بفشل القوى السياسية في تشكيل حكومة إنقاذ، في ظل معاناة البلد العربي من أوضاع اقتصادية متردية للغاية.

وأعلن رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، اعتذاره عن عدم استكمال مهمته قائلا: "التوافق الذي قُبلت به لتشكيل الحكومة لم يعد موجودا".

وفي منطقة جل الديب شمالي العاصمة بيروت، أغلق محتجون "الأوتوستراد (الطريق) الساحلي أمام حركة السير باتجاه الشمال، بواسطة إطارات سيارات مشتعلة، وافترشوا الأرض لمنع مرور السيارات بحسب"الأناضول".

كما ذكرت غرفة التحكّم المروري (حكومية) أن جسر انطلياس باتجاه ضبية (شمالي بيروت وجل الديب) شهد إغلاقا جزئيا، قبل أن يُعاد فتحه لاحقا.

وفي صيدا جنوبي لبنان، أغلق شباب محتجون طريق تقاطع إيليا، بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات؛ احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، قبل أن يتمكن الجيش لاحقا من إعادة فتح الطريق، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

 

ويعاني لبنان، منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.

 

كما أفادت الوكالة بقطع "الأوتوستراد" الشرقي في صيدا بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات.

 

ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، بينها رحيل الطبقة السياسية الحاكمة، التي يتهمها المحتجيون بالفساد وانعدام الكفاءة.

 

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، كلف في 31 أغسطسالماضي مصطفى أديب بتشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في العاشر من الشهر نفسه بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.

 

وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما أطلق اتهامات له من أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان، البلد الذي احتلته بين 1920 و1943.

 

وأطلق ماكرون مبادرة فرنسية بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات إلى اللبنانيين، تشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي، بحلول نهاية أكتوبر المقبل.

 

 

ونوّه ماكرون إلى أنّ العقوبات لا تبدو أداة جيدة على الأرجح في هذه المرحلة لكنه لا يستثنيها في المشاورات مع الآخرين في مرحلة ما. وأشار إلى أنه لا دليل على أن إيران لعبت دورًا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية.

 

وبحسب مراقبون رصت الرئاسة الفرنسية على إنقاذ مبادرة رئيسها من خلال اتصالات مطوّلة مع السياسيين اللبنانيّين وسط محاولات عدّة لإنعاشها وإعطائها فرص متكرّرة، لكنّ الخسارة التي مُنيت بها منذ 100 عام لن يستطيع ماكرون استرجاعها لو وضع كلّ ثقله لإنعاشها.

التفاهم قبل الضياع

وفي غضون ذلك أكّد الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي لبنان، أنّ اعتذار رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، عن عدم استكمال مهمة تشكيل الحكومة يعتبر «خسارة كبيرة»، وتسبّب بتداعيات جديدة على الساحة اللبنانية، داعيًا القوى السياسية إلى «التفاهم قبل الضياع».

 

وقال دريان: «يمرّ لبنان في ظروف غاية في الخطورة والتدهور، مما يجعل الحليم حيرانًا. عانينا الانهيار وأصبحنا في مرحلة انتظار وترقب لمبادرة من هنا وهناك، وهم مشكورون وفي طليعتهم فرنسا. انطلاقًا من هنا، أناشد القوى السياسية التفاهم مع بعضهم بعضًا وفقًا لأحكام الدستور ومصلحة البلاد والعباد، وأن يكون هذا الأمر في أولويات اعتباراتهم قبل الضياع وقبل ان نصبح في وضع لا نحسد عليه».

 

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية «NNA» أضاف دريان أن «تقاذف التهم لا ينفع بل يؤجج الأمور الى الأسوأ. تحول الخطاب السياسي عند الكثيرين إلى خطاب فتنوي، وهذا أمر خطير يؤدي الى خراب نحن في غنى عنه، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الوعي والتناصح".

وفي ذات السياق، قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية في تغريدة على "تويتر"، إن أديب عرض على عون الصعوبات والمعوقات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة، ثم قدّم له كتاب اعتذاره عن عدم تشكيلها".

 

وأضافت الرئاسة اللبنانية، أنّ عون "شكر الرئيس المكلّف على الجهود التي بذلها وأبلغه قبول الاعتذار".

 

وواجه تشكيل الحكومة عقبات، إذ تمسك بحقيبة المالية الثنائي الشيعي "حركة أمل"، برئاسة نبيه بري (رئيس مجلس النواب)، وجماعة "حزب الله".

 

واعتبر أديب أن" تشكيل حكومة اختصاصيين (الأمر الذي لم يتحقق) كان سيؤدي إلى دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان".

 

لكن أديب دعا إلى "استمرار مبادرة الرئيس الفرنسي (بالنسبة للبنان) لأنها تعبر عن نية صادقة من فرنسا".

 

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني رياض عيسى

 

فرصة أديب كانت استثنائية من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، رياض عيسى، إن العالم والشعب اللبناني كان ينظر إلى المبادرة الفرنسية على أنها الفرصة الأخيرة لتشكيل حكومة جديدة، وخلال شهر من تكليف "أديب" أثبت الرجل أنه الأمل الوحيد لتوحيد للبنانيين عبر تشكيل حكومة اختصاصية تجدد الأمل بلبنان، إلا أن سياسة المحاصصة والكيدية لا زالت مسيطرة على البلد وعرقلت مشاوراته.

للمزيد..

محلل لبناني: لبنان وصل للقعر.. وأتوقع مبادرة جديدة لماكرون (خاص)

وفي 31 أغسطس الماضي، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، تكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة، تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في الـ10 من الشهر نفسه.

 

وقد استقالت الحكومة اللبنانية السابقة عقب الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت في 4 أغسطس من هذا العام وأودى بحياة أكثر من 190 شخصا وأدى إلى جرح الآلاف ودمر مناطق بأكملها في العاصمة.  

وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان.

 

مقالات متعلقة