ودع الوسط الفني نجم أفلام حرب أكتوبر، الفنان محمود ياسين، اليوم الخميس، إلى مثواه الأخير بمقابر أبناء الجيزة بطريق الفيوم.
وشهدت صلاة الجنازة، العديد من المشاهد المؤثرة من أسرة النجم محمود ياسين، الذي انهارت زوجته شهيرة، ولم يتمالك أصدقاؤه من الفنانين أنفسهم لتنهمر دموعهم في وداع رفيق رحلة العمر في عالم الفن.
وفقدت الفنانة سهير رمزي، الوعي لحظة دفن الفنان محمود ياسين، والتف حولها الحضور لمحاولة إسعافها بعد دخولها في حالة انهيار.
رسالة من الرئيس الفلسطيني
أرسل الرئيس محمود عباس، إكليلًا من الزهور، لوضعه على قبر الفنان الراحل محمود ياسين، خلال مراسم تشييع جثمانه اليوم الخميس.
وشارك في مراسم تشييع الجنازة وفد من سفارة دولة فلسطين، حرص على نقل تعازي الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني إلى أسرة الفنان القدير، سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان لفقدان قيمة فنية وفكرية ووطنية حفلت مسيرته المهنية بكافة أشكال الفنون الإبداعية في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة المصرية، لاسيما أدواره الفنية الوطنية الكثيرة.
وأكد الوفد، أن الشعب الفلسطيني سيبقى محفوظًا في ذاكرته المواقف الوطنية المشرفة للفنان محمود ياسين في شتى الأحداث السياسية التي مرت بها القضية والتضامن الدائم مع حقوق الشعب الفلسطيني.
ولفت الفنان خالد النبوي، انتباه الحضور، عندما انحنى ليقبل يد الفنان القدير رشوان توفيق.
ولم تتمالك الفنانة شهيرة دموعها في وداع "حبيب العمر"، وظهرت على كرسي طوال مراسم الجنازة، لعدم قدرتها على الوقوف لتلقي العزاء.
وتماسك المؤلف والسيناريست عمرو محمود ياسين والفنان محمد رياض طوال الوقت وحاولا تهدئة رانيا والفنانة شهيرة والأحفاد.
ولم يتمالك الفنان حسين فهمي دموعه خلال صلاة الجنازة، وكذلك دخلت سهير المرشدي وإلهام شاهين في نوبة بكاء شديدة.
وشهدت الجنازة الظهور الأول للفنان أمير شاهين عقب زواجه، فيما كان الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، من أوائل الحضور، وحرص على استقبال كل النجوم المشاركين في الجنازة.
وخرج نعش الفنان محمود ياسين من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد ملفوفًا بعلم مصر.
ويعتبر محمود ياسين، صاحب الرقم القياسي في تقديم أفلام عن نصر أكتوبر، وهو نجم سينما أكتوبر، والطريف أنه بدأ في السينما كجندي في عدة أفلام ثم ترقى حتى قدم في آخر أفلامه شخصية المشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي في فيلم "حائط البطولات".
ولد الفنان الراحل بمدينة بورسعيد وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 والتحق بالمسرح القومي قبلها بعام، وبعد انتهاء دراسته الثانوية رحل محمود ياسين للقاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصا في المسرح القومي لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي.
وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي.
ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكانت بمثابة انكسار فكري وروحي، خاصة للشباب.
في هذا التوقيت بالذات تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته نحو البطولة من خلال مسرحية "الحلم" من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، وبعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة "المسرح القومي" الذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية.
وشارك محمود ياسين في العديد من الأعمال الفنية مثل "ماما في القسم، وعد ومش مكتوب، السماح، سلالة عابد المنشاوي، التوبة، بابا في تانية رابع، حكاوي طرح البحر، ثورة الحريم، اللؤلؤ المنثور، العصيان، سوق العصر، حديقة الشر، العشق الإلهي، حلم آخر الليل، خلف الأبواب المغلقة، رياح الشرق، أبو حنيفة النعمان، ضد التيار، عزبة المنيسي، أيام المنيرة، أهل الطريق، سور مجرى العيون، كنوز لا تضيع، اليقين، مذكرات زوج، بنات زينب".