أطعمها في حياته فأكرمته عند مماته.. كلاب ضالة ترد الجميل لصاحبها

افترشت الأرض إلى جوار جثته، في حزن شديد ارتسم على ملامحها، تأبى ترك المكان في مشهد لفت إليه الأنظار، بعد علمها أنَّ صاحبها قد فارق الحياة.. هكذا بدت الصورة في أحد الأسواق العامة بمحافظة إب وسط اليمن.

 

وفوجئ الجميع بكلاب ضالة ترد الجميل لصاحبها الذي كان يُطعمها طوال حياته رغم ظروفه القاسية، فقررت الجلوس إلى جوار جثمانه وعدم تركه عند وفاته، وكأنه أحد أفراد عائلتها، في مشهد هزّ معه قلوب الملايين، بعدما جابت صورة هذا الرجل ومن حوله رفاقه الأوفياء مواقع التواصل الاجتماعي. 

 

 

إسماعيل محمد هادي، رجل يمني ذاع صيته بعدما فارق الحياة، بسبب مشهد كلابه الجنائزي حزنًا عليه، فوفاء الكلاب لصاحبها لم يأتِ من فراغ؛ فإسماعيل الذي اعتاد افتراش الأرض ليخلد إلى النوم في سوق الدليل، كان حريصًا بشكل يومي رغم ظروفه القاسية للغاية على جلب طعام لكلاب السوق المشردة، وفقًا لشهادة الكثيرين.

 

يقول أحمد العزاني مواطن يمني، في منشور دونه عبر صفحته: "إسماعيل محمد هادي كان يطعم الكلاب يوميًا في سوق الدليل في محافظة "إب" أما هو فينام في الشارع، إلى أن وافته المنية أمس فتجمعت الكلاب حوله ليلاً وظلت بجانبه حتى الصباح لكي تلفت أنظار الناس ويتنبّهوا له، الوفاء في أسمى معانيه".

 

 

وعقب حدوث واقعة الوفاة التف المارة في سوق الدليل هو جثمان إسماعيل، وخطف أنظارهم منظر كلابه الأوفياء، الذين ارتموا في أحضانه وظلوا إلى جواره يحرسون جثمانه وكأنهم يرثون أيامه، تلك الصورة وثقها مقطع مصور نشره مدير مكتب الإعلام بمديرية المخادر، محافظة إب ويدعى محمود الحيدري، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

 

 

"شاهد الفيديو وفاء الكلاب، مات إسماعيل محمد هادي، كان كل يوم يطعم الكلاب عندنا بسوق الدليل المخادر محافظة إب.. مات قبل يومين وظلت الكلاب الوفية تحرسه..رحمة الله تغشاك يا أسماعيل"؛ كان هذا نص منشور دونه الحديري.. 

 

 

"الوفاء في زمن قل فيه الوفاء .!"؛ تلك كانت عبارة استهل بها المستشار اليمني عنان مطهر منشوره عبر صفحته الشخصية قائلًا: "هذا المشهد حقيقي .. عندما تكون الكلاب أوفى من كثير من الناس.!، هذا الرجل إسماعيل محمد هادي كان يطعم الكلاب يوميًا في سوق الدليل بمحافظة اب وينام في الشارع ، مات ليلة أمس  ارحمة الله عليه..فضلت الكلاب الى جانبه حزينة .!..المشهد يتحدث عن الوفاء في زمن قل فيه الوفاء .!! الله يرحمه ويغفر له". 

 

البعض أشار إلى أن "إسماعيل" كان يجوب كل يوم على مطاعم السوق ليجلب منها بقايا الطعام ليقدمها لكلاب المكان المشردة، الذين صاروا مع الوقت أصدقاء ورفاقًا له. 

 

 

رحل الرجل اليمني الرحيم، مخلفًا وراءه كلابه المشردة ودرسا من دروس الوفاء والرحمة ورد الجميل كما يجب أن يكون عليه.

مقالات متعلقة