حادث طعن جديد، تشهده إحدى المدن الفرنسية، اليوم، بعد أيام قليلة على مقتل مدرس، على خلفية عمليات تطرف ممنهجة تشنها الحكومة الفرنسية برئاسة إيمانويل ماكرون نفسه، ضد الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وقالت وسائل إعلام فرنسية نقلاً عن مصدر في الشرطة إن 3 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر في حادثة طعن الخميس في نيس، جنوب شرق فرنسا، وتم اعتقال المهاجم.
وقال رئيس بلدية المدينة، كريستيان إستروسي، إن الهجوم وقع بداخل كنيسة نوتردام وبالقرب منها، وألمح إلى أن "طريقة قتل" شخصين كانا بداخل الكنيسة جاءت "مشابهة" لقتل المدرس صامويل باتي الذي قطع رأسه في منتصف الشهر الحالي.
وذكر الإعلام الفرنسي أن ماكرون سيتوجه إلى المدينة بعد انتهاء اجتماع "خلية الأزمة".
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين عن عقد لقاء "خلية أزمة" بعد اتصاله برئيس البلدية، مضيفاً أن تحقيقاً في "هجوم إرهابي" فتح. ويشارك ماكرون أيضاً في اجتماع خلية الأزمة الذي يقام في باريس.
وشهدت نيس في العام 2016 هجوماً إرهابياً كبيراً أدى إلى مقتل 80 شخص وجرح 500 خلال عرض للمفرقعات النارية بمناسبة العيد الوطني الذي يوافق في الرابع عشر من يوليو من كل عام.
ووصفت الكنيسة الكاثوليكية الهجوم الذي وقع اليوم الخميس بداخل كنيسة في نيس الفرنسية بالعمل "الحقير" مضيفة أن المسيحيين لا يجب أن يصبحوا "هدفاً للقتل"، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.
وفي أول تعليق أوروبي على الهجوم قال رئيس البرلمان، الإيطالي ديفيد ساسولي "علينا أن نتحد ضدّ العنف وضدّ هؤلاء الذين يسعون إلى نشر الكراهية"، معبراً عن "صدمته العميقة وحزنه" بسبب ما حدث.
احتجاجات متزايدة
مؤخرًا، تزايدت ردود الفعل المنددة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول؛ وهو ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي تصدرها شعار إلا رسول الله كما صاحب ذلك أيضًا دعوات مقاطعة لبضائع فرنسا بالشرق الأوسط.
موجة الإدانات التي صاحبت تصريحات ماكرون المسيئة صدرت عن عدة جهات أبرزها (رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإيسيسكو و الأزهر الشريف).
جميعها أكد أن تصريحاته تغذي مشاعر الكراهية، وتسيء لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
ماكرون كان قد قال في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي 21 أكتوبر إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتيرية" (المسيئة للإسلام والنبي محمد)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي تصدرها شعار إلا رسول الله.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات بعض المباني.
وإضافة إلى الرسوم المسيئة، تشهد فرنسا، مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين تستهدف الإسلام والمسلمين، عقب حادثة قتل مدرس تاريخ في 16 أكتوبر، على يد مواطن فرنسي غضب من قيام الأخير بعرض رسومات كاريكاتيرية على طلابه "مسيئة" للنبي محمد، بدعوى حرية التعبير.
واستنكرت العديد من الهيئات الإسلامية حادثة قتل المدرس، لكنها شددت على أن ذلك لا يمكن أن ينفصل عن إدانة تصرفة المتعلق بعرض الرسوم "المسيئة" للنبي.
مضاربة رخيصة
شيخ الأزهر أحمد الطيب، بدوره رد على ذلك قائلا "نشهد الآن حملة ممنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية، وصناعة فوضى بدأت بهجمة مغرضة على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "لا نقبل بأن تكون رموزنا ومقدساتنا ضحية مضاربة رخيصة في سوق السياسات والصراعات الانتخابية".
وتابع: "أقول لمن يبررون الإساءة لنبي الإسلام: إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة"، داعيا إلى "عدم تأجيج الصراع باسم حرية التعبير".