الصين تدشن نمطًا جديدًا للتنمية.. وتؤكد: «الطلاق» مع أمريكا «غير واقعي»

مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني

انتهت الجلسة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، بإعلان بعض المبادئ الهامة التي تقود بكين خلال الأعوام المقبلة في ظل التحديات القائمة عالميًا.

 

وقاد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، صياغة اقتراحات اللجنة المركزية للحزب حول الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف طويلة الأجل حتى عام 2035.

 

وعمل شي كرئيس مجموعة صياغة الاقتراحات، وفقا لما قاله هان ون شيو، المسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية، خلال مؤتمر صحفي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

 

وذكر مسؤول صيني، في بيان، أن صياغة المقترحات الخاصة بتنمية الصين خلال الخمسة عشر عاما القادمة تمسكت بشكل رئيسي بخمسة مبادئ.

 

 

وقال هان ون شيو، المسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية، في مؤتمر صحفي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن صياغة المقترحات الخاصة بوضع الخطة، حققت موازنة العلاقة بين الإنجازات السابقة والابتكار وتمكنت من تأمين الاتصال السلس بين هدفي المئوية.

 

وأضاف هان أن صياغة المقترحات حققت أيضا موازنة العلاقة بين الحكومة والسوق، والانفتاح والاعتماد على الذات، والتنمية والأمن، بالإضافة إلى الاستراتيجية والتكتيكات.

 

وقال مسؤول كبير بالحزب الشيوعي الصيني، إن "فصم العرى" الكامل بين الصين والولايات المتحدة غير واقعي تماما ولن يفيد البلدين أو العالم.

 

وقال هان ان العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، تحددت من خلال تكامل هياكلهما الاقتصادية وانفتاح الاقتصاد العالمي، ودحض جدوى "فصم العرى" الكامل للاقتصادين.

 

وقال هان إنه "في الواقع أن هناك قلة فقط تفضل فصم العرى، في حين أن الاغلبية تريد التعاون".

 

وأشار إلى أن البلدين شهدا زيادة بنسبة 16 بالمائة على أساس سنوي في حجم التجارة بينهما في الربع الثالث من العام الجاري على الرغم من تأثيرات جائحة كوفيد-19.

وقال هان: إن الصين تحتاج الى بيئة خارجية مناسبة لتحقيق أهدافها طويلة الأجل حتى عام 2035.

 

وأضاف أن البيئة الدولية أصبحت معقدة بشكل متزايد وتشهد مزيدا من عوامل عدم اليقين والتحديات، بيد أن الصين لا تزال تعتقد أن السلام والتنمية يبقيان الموضوعين المهيمنين في الوقت المعاصر.

 

وأوضح هان ون شيو، المسؤول باللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية بالحزب الشيوعي الصيني، أن "العولمة الاقتصادية ستواصل التطور وسط التقلبات والتحولات في المستقبل على الرغم من الرياح المعاكسة التي تواجهها"، مضيفا أن "الصين سوف تواصل حماية التعددية بحزم وتقف على الجانب الصحيح للتاريخ وتبذل جهودها النشطة لتعزيز بيئة دولية مواتية."

 

وشدد "هان" على  أن المشاركة الأعمق في التداول الدولي جزء لا يتجزأ من جهود الصين لتأسيس نمط تنمية جديد، يأخذ السوق المحلي باعتباره الدعامة الأساسية مع السماح للأسواق المحلية والأجنبية بتعزيز بعضها البعض.

 

وقال "هان" إن تعزيز نمط التنمية الجديد لن يؤثر بأي حال من الأحوال على التزام الصين بالانفتاح، مضيفا أن حجم التجارة الخارجية للصين واستخدام رأس المال الأجنبي والاستثمار الخارجي سيستمر في التوسع.

 

وأشار إلى أن الصين ستعزز الانفتاح على مستوى أعلى، وتوسع وصول الشركات الأجنبية إلى الأسواق، وتستغل بشكل أفضل الأسواق المحلية والأجنبية.

 

وقال هان، الذي وصف السوق بأنه "مورد عالمي نادر": إن الصين ستحول نفسها إلى "حقل جاذب" يجتذب العوامل والموارد عالية الجودة في العالم وأرض خصبة للاستثمار الأجنبي من خلال بناء بيئة الأعمال الدولية الموجهة نحو السوق والقائمة على القواعد.

 

وأضاف هان أن البلاد ستسمح للتداولات المحلية والدولية بتعزيز بعضها البعض، والسعي وراء المنافع المتبادلة والازدهار المشترك والتنمية مع الدول الأخرى.

 

من جانبه، قال وانغ تشي قانغ وزير العلوم والتكنولوجيا خلال المؤتمر: إن الصين ستواصل إبقاء بابها مفتوحا لأجل متابعة الابتكار.

 

وأوضح وانغ في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن الاعتماد على الذات يتسق مع الانفتاح والتعاون في السعي وراء ابتكارات العلوم والتكنولوجيا.

 

وستعتمد الصين على نفسها في العلوم والتكنولوجيا كأساس استراتيجي للتنمية الوطنية، وفقا للبيان الصادر عن الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.

 

الابتكار الصيني

أكدت الصين على الدور الرئيسي للابتكار العلمي والتكنولوجي في سعيها لتحقيق تنمية عالية الجودة.

 

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر ما يلي:

في الجلسة الكاملة الجارية للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، رسمت الصين الخطة الخمسية الرابعة عشرة للبلاد (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث أصبحت استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا المستقبلية في الخطة محور تركيز كبير.

 

غير أن التقدم العلمي التكنولوجي أثار أيضًا قلقًا غير ضروري بين بعض السياسيين الغربيين، إلى حد كبير بسبب تحيزهم. وأثار بعض المتشددين في واشنطن ضجة كبيرة بأن ابتكار العلوم والتكنولوجيا في الصين يمثل "تهديدًا"، وهو عذر تم استخدامه بشكل مفرط في السنوات الأخيرة لخدمة أغراضهم السياسية.

 

وتحت تأثيرها المناورة، حاولت الحكومة الأمريكية حظر شركات التكنولوجيا الصينية، مثل هواوي، وتطبيق تيك توك من بايتدانس وتطبيق ويتشات من تنسنت، متهمة إياهم بتشكيل "تهديد للأمن القومي". لكن محكمة الاستئناف الأمريكية رفضت طلبها الأخير بشأن حظر ويتشات.

 

بغض النظر عما يحاولون الترويج له، فإن الصين لن تبطئ وتيرة تطور العلوم والتكنولوجيا. ووعدت بتوفير حياة أفضل لشعبها، كما تعهدت بمواصلة إفادة العالم، على سبيل المثال، شبكات اتصالات بتكنولوجيا 5 جي المتقدمة ولقاحات كوفيد-19 آمنة وبيئة أنظف. ولا يمكن تحقيق أي من هذه الفوائد دون التقدم العلمي التكنولوجي.

 

إن الصين على استعداد دائم لتقاسم الفرص والإنجازات. ومن خلال التسريع في الابتكار، تهدف إلى إنشاء منصة أفضل للتعاون العلمي والتكنولوجي الدولي.

 

لا يوجد ما يطمئن أكثر من الحقائق. ويمكن لأولئك الذين يقلقون بشأن استراتيجية الابتكار العلمي والتكنولوجي الصينية النظر إلى ما فعلته الصين في السنوات الخمس الماضية.

 

وفقًا لوزارة العلوم والتكنولوجيا، أقامت الصين علاقات تعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا مع 161 دولة ومنطقة، ووقعت 114 اتفاقية حكومية دولية وانضمت إلى أكثر من 200 منظمة دولية وآليات متعددة الأطراف.

 

كما شاركت الصين في البرامج والمشروعات العلمية الدولية الرئيسية. ودعمت تطوير المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي ومصفوفة الكيلومتر المربع.

 

في إطار خطة العمل الابتكاري في مجال العلوم والتكنولوجيا ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، ساعدت البلاد أكثر من 8300 عالم شاب من عدة دول للعمل في الصين، ودربت 180 ألف شخص، وأطلقت بناء 33 مختبرًا مشتركًا "الحزام والطريق" وأسست علاقات تعاونية في مجمعات العلوم والتكنولوجيا مع ثماني دول، وبنت خمس منصات لنقل التكنولوجيا على المستوى الوطني، وأطلقت مركز تعاون ابتكاري صيني أفريقي في مجال العلوم والتكنولوجيا.

 

كما ساهم عدد متزايد من العلماء والباحثين الصينيين في حل القضايا العالمية الكبرى للمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد -19، وشاركت الصين تجربتها في الوقاية والسيطرة مع المجتمع الدولي من خلال بناء منصة خدمة علمية مفتوحة، خدمت 175 دولة ومنطقة وتم تحميلها أكثر من 160 مليون مرة.

 

وتعهدت الصين بتطوير لقاحات كوفيد-19 كمنفعة عامة. كما انضمت أيضًا إلى كوفاكس، وهي مبادرة دولية تهدف إلى ضمان الوصول العالمي المنصف إلى لقاحات كوفيد-19 ، لتصبح أكبر اقتصاد حتى الآن يدعم المبادرة.

 

وستعزز الصين بشكل أكبر تطوير البحوث الأساسية والتكنولوجيات القائقة في المستقبل، مما يعني فرص تعاون أعمق وأوسع. على سبيل المثال، دعت القيادة الصينية مؤخرًا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال علوم وتكنولوجيا الكم. وفتحت البلاد محطتها الفضائية المخطط لها للحمولات الدولية.

 

لا يوجد سبب ولا داع لاتخاذ موقف عدائي تجاه تقدم العلوم والتكنولوجيا في الصين، وسيكون من المؤسف حقاً أن يؤدي هذا العداء إلى إعاقة التعاون الدولي في هذا المجال، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى حرمان العالم من الفوائد التي يستحقها.

مقالات متعلقة